«الرحمان الرحيم»: اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة تستدعي مرحوما ولا مرحوم إلا وهو محتاج، والرحمان أبلغ من لفظ الرحيم، ولذلك اشتهر في الدعاء: يا رحمان الدنيا ورحيم الآخرة، والمعلوم أن رحمته في الدنيا شاملة للمؤمن والكافر، والصالح والطالح، بخلاف رحمته في الآخرة فإنها مختصة بالمؤمنين ، فالرحمة التامة إضافة الخير على المحتاجين وإرادته لهم عناية بهم، والرحمة العامة هي التي تتناول المستحق وغير المستحق، ورحمة الله تعالى تامة وعامة، أما تمامها، فمن حيث أنه أراد قضاء حاجات المحتاجين وقضاها. وأما عمومها فمن حيث شمولها في الدنيا والآخرة، ولا يطلق اسم «الرحمان» إلا على الله عز وجل ولا يسمّى به غيره، والرحيم قد يطلق على غيره. وحظ العبد من اسم «الرحمان» أن يرحم عباد الله الغافلين فيصرفهم عن طريق الغفلة الى الله عز وجل بالوعظ والنصح والارشاد بطريق اللطف والرفق دون الغلظة والعنف، وأن ينظر الى العصاة بعين الرحمة لا بعين الازدراء. وحظه من اسم «الرحيم» أن لا يدع فاقة لمحتاج إلا يسدها بقدر طاقته إما بماله أو جاهه. فالله سبحانه وتعالى: {كتب على نفسه الرحمة} (الانعام آية 12) {وهو أرحم الراحمين} (يوسف آية 92) {الرحمان علّم القرآن} (الرحمان آيتان 1 2) {إن الله كان توّابا رحيما} (النساء آية 16) فالله رحمان رحيم.