احتفالا بمرور 80 سنة على تأسيسها أعدت مؤسسة الاذاعة التونسية صباح أمس الجمعة بمدينة الثقافة بالعاصمة ندوة دولية تحت عنوان "الإعلام العمومي والتحولات الديمقراطية والتكنولوجية" بحضور عدد من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين المختصين في الإعلام. تونس (الشروق) وقدم المشرفون على الإحتفالية للضيوف دليل البرنامج اليومي للندوة ويتضمن كلمة رئيس الحكومة يوسف الشاهد ثم كلمة الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الا انهما غابا دون ان يقدم اي احد اعتذارا أو تفسيرا لذلك. وفي نفس السياق ألقى كل من الرئيس المدير العام لمؤسسة الإذاعة التونسية عبد الرزاق الطبيب ورئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري النوري اللجمي ورئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجي البغوري كلمات ترحيب بالضيوف مؤكدين على دور الإذاعة وأهميتها في المشهد الإعلامي وضرورة انفتاحها ومواكبتها لسير التطورات التكنولوجية السريعة واستغلالها لهامش الحرية التي اكتسبها الاعلام التونسي بعد الثورة. ندوة ثمانينية الإذاعة التونسية والتي حملت شعار "80 سنة اعلام وأعلام" قدمت في جزئها الثاني مجموعة من المداخلات أثثها عدد من الأكاديميين والمختصين في الإعلام من خلال بعض العناوين والقراءات والمقترحات حول بدايات الإذاعة في تونس تطوراتها ومستقبلها. على الإذاعة مواكبة التطور التكنولوجي السريع وفي مداخلته التي جاءت تحت عنوان "الإذاعة التونسية ذاكرة وطن" تحدث المولدي بشير (استاذ محاضر بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار) عن تاريخ تأسيس الإذاعة سنة 1936 ومقرها في بناية الكوليزاي بالعاصمة عن طريق الخواص ثم كانت المحطة الاذاعية الثانية في بنزرت أسسها فرنسي وتبث 3 ساعات في اليوم باللغة العربية والفرنسية والدارجة التونسية حسب ما أعده المولدي بشير في مداخلته ثم كانت نشأة اذاعة صفاقس سنة 1935 ومع بداية الحرب العالمية الثانية سنة 1940 توقفت جل هذه الإذاعات على حد تعبيره. المولدي بشير تحدث أيضا على تطور الاذاعة من فترة الى أخرى من حيث توقيت البث والمضمون اذ أصبحت تبث مسرحيات واحاديث اذاعية وبرامج حول المرأة ومن بين الأسماء التي أثثت الإذاعة في فترة بداية الإستقلال وانتقالها الى مقرها الجديد "بلافيات "محمد علي بن سالم ومحمد الدبابي كما شارك العروي في تدعيم الريبورتاج الإذاعي حسب ما ذكره المولدي بشير. وان انطلقت الإذاعة الحكومية بمحطة عمومية واحدة فإنها اليوم بلغت 10 اذاعات عمومية وبالتالي هناك عودة الى تعايش الاذاعات العمومية والخاصة التي بلغت تقريبا 20 اذاعة خاصة حسب ما جاء في ورقة بشير الذي أكّد أيضا على على ضرورة الاستعداد للتطور التكنولوجي السريع. الإستثمار في الإطار البشري الكفء شرط للتطور وان خص المولدي بشير مداخلته للمرور بتاريخ الأذاعة التونسية اختار الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية محمد لسعد الداهش الحديث عن مستقبل الإذاعة في مداخلة عنوانها "الإذاعة التونسية أولى اذاعات الإعلام المدمج في العالم العربي" الداهش أعد رؤية استراتيجية أكد انها تحمل جانبا تشاركيا مشددا على بقاء الإذاعة المرجعية الأولى في المهنية والمصداقية والأقرب الى الجمهور أينما كان وفي كل وقت وبكل الوسائل . .. وعن خريطة الطريق التي يجب اعتمادها ذكر الداهش ان اول الأهداف الإستثمار في الإطار البشري الكفء والمواكبة لأحدث أساليب المضامين المجددة والمبتكرة وتوزيعها الى جانب بلوغ أعلى درجات المردودية من خلال التحول الى مؤسسة للاعلام المدمج والوصول الى الجمهور أينما كان والحفاظ على ثقته ... ر م ع التلفزة التونسية قال ايضا ان بلوغ هذه المرحلة تتوجب ادارة اعلامية عصرية ومواكبة التطورات التكنولوجية وتوظيفها لتوزيع المضامين على مختلف المصنفان الاعلامية. الندوة تواصلت مع مجموعة من الأكاديميين والمختصين في الإعلام قدموا مجموعة من المداخلات حملت عناوين مختلفة من ذلك "رهانات تطوير الإطار التشريعي للإذاعة التونسية في زمن الثورة الرقمية" وأيضا "الاذاعة الرقمية أو الإذاعة المتلفزة في خضم تحولات المشهد الإعلامي الجديد"..