لا شكّ أن وباء كورونا الذي بدأ يزيح يده تدريجيا عن تونس كان بمثابة الكابوس الذي أرّق التونسيين وتسبب لهم في مشاكل ماديّة، ناهيك عن ضرره الوخيم على الاقتصاد الذي تراجع إلى مستويات متدنية بسبب تعطل حركة العمل والإنتاج. ولئن جعل الوباء العالم يتخبط في حالة من الصراع شبيهة بحروب الأجيال الأولى من قرصنة وصراعات واستيلاءات في جوف البحر، إلاّ أن الوباء كشف الوجه المشرق لبعض الدول التي أرسلت مساعدات إلى تونس رغم أن حالتها الوبائية لا تقل صعوبة عن تونس بل تكون أصعب في بعض هذه الدول. ومن بين الدول التي أرسلت مساعدات طبية إلى تونس هي تركيا التي أرسلت شحنة مساعدات طبية إلى تونس، لدعم جهود مكافحة جائحة كورونا. وكانت وزارة الدفاع التركية قد أفادت بتاريخ 8 ماي الماضي أنه جرى تجهيز شحنة المساعدات من قبل الوزارة، بتعليمات من رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، وتم إرسالها إلى تونس. نفس الشي بالنسبة إلى قطر التي أرسلت موفى أفريل الماضي مساعدات طبية عاجلة إلى تونس وهي عبارة عن 10 أطنان من المستلزمات الطبية الأساسية والوقاية الفردية المتمثلة في كميات من الملابس الطبية وواقيات الوجه والكمامات والقفازات الطبية. للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا. وقال صندوق قطر للتنمية في بيان إن "هذه المساعدات جزء من حملة مساعدات واسعة النطاق أربع دول هي جمهورية تونس الشقيقة، والجمهورية الجزائرية، وجمهورية رواندا النيبال، بلغ وزنها الإجمالي 45 طنا من المعدات والمستلزمات الطبية". كذلك أرسلت قطر وفي بداية شهر ماي الماضي حملة بمساعدات طبية لمكافحة وباء كورونا تشمل مستشفى ميداني مجهز ب 100 سرير، لتكون بذلك ثاني شحنة من المساعدات القطرية الطبية تقدم لتونس خلال أقل من أسبوع. الصيّن أيضا أرسلت مساعدات طبية ولوجيستية ضخمة وهامة إلى تونس، وذلك في إطار خطة جمهورية الصين الشعبية لمساعدة عدد من دول العالم في مجابهة تفشي فيروس كورونا. امّا فرنسا فقد أرسلت شهر ماي الماضي مساعدات إلى تونس متمثلة في معدات طبية وأجهزة صحية وقائية خصصتها وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية لفائدة وزارتي الداخلية والدفاع التونسيتين، قصد دعم جهودها في مواجهة الوباء. وأفاد بيان لسفارة فرنسابتونس بأن هذه المساعدات تندرج في إطار" تعزيز التضامن القائم بين تونسوفرنسا في معركتهما المشتركة ضد جائحة كورونا.