ما يحدث لتجار النضال في مصر هو بالتفصيل نفس السيناريو الذي اعتمده الرئيس التونسي المخلوع مع المعارضة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات ، حين الّبها على حركة النهضة وانساق اليسار برمته وقطيع من الانتهازيين وراء اللعبة وساهموا مع منظومة 7 نوفمبر في تسديد الضربات الى الخصم السياسي على امل الفوز بنصيب من الكعك حال الانتهاء من امر النهضة ، ثم جاء عليهم الدور وانتهوا الى التجميد وماتت الحياة السياسية لأكثر من عقدين بسبب حماقاتهم وطمعهم اللامحدود . نفس سيناريو التسعينات في تونس ، دشنته قوى الثورة المضادة والاعلام المصري حيث انتهوا من الاخوان وتوجهوا الى صباحي ، لقد كشر الاعلام المصري والدولة العميقة والازلام عن انيابهم تجاه اهم حلفائهم ، فبعد قبول النظر في قضية اسقاط الجنسية عن البرادعي ، بدأة الحملة تشتد ضد صباحي ، وتتابعت التهديدات واسشعر حمدين انه لم يكن غير بالون منفوخ تم استعماله لمهمة قذرة وانتهت صلاحياته ، حيث وصل الامر بالإعلامي المؤيد للانقلاب أحمد موسى الى وصف صباحي باشع الاوصاف وخاطبه بتحدي " يا حمدين جزمه اقل واحد من اللى نزل عمل توكيل للسيسى اشرف منك ومن اللى حولك". ولان الاغبياء وحدهم لا يتعظون من التجارب ، على القيادي اليساري في تونس حمة الهمامي ان يتنصل من الغباء ولو في الدقيقة 89 او حتى 90 وان يتوقف عند دروس التسعينات في تونس ودروس البرادعي وصباحي في مصر ، فقد نفخوا في البرادعي كما نفخ التجمع في السيد الهمامي وساقه الى اعتصام الأرز ومن ثمة الى محاولة الانقلاب ، مثلما ساق بن علي الشرفي ورفاقه واستعملهم بشكل بشع في تصفية خصومه الإسلاميين ولما قضى منهم وتره ارسلهم الى غياهب النسيان ، لقد قيض الله لتونس شعب وبعض نخب واعية انقضت الهمامي وغيره من اغبياء ومراهقي السياسة من فضيحة تاريخية . ولان كان فات الوقت على صباحي وانتهت صلاحياته فان الوقت لم يفت على الهمامي وامثاله الذين طمعوا في صناعة مجدهم بأيادي التجمع ، بعد ان أبطات بهم ايادي الجماهير.