سبق لزعيم حزب العمال والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ان برر تحالفه مع التجمع وقواه العائدة الى الساحة بالظروف القاهرة والخوف من سيطرة النهضة على مفاصل الدولة ومن ثم القيام بتغيير نمط المجتمع ، واقتنع بعض خصوم النهضة يمقولته وانخرطوا في الهدف وان كان بعضهم استثقل الأسلوب . حينها فند كل من لديه دراية بتاريخ اليسار الراديكالي مع بن علي وبورقيبة رواية الهمامي ، واعتبروا ان التحالف مع التجمع والثورة المضادة وحتى الامبريالية العالمية ، يمن صميم ثقافة اليسار اذا كان الهدف منه التصدي الى خصم إيديولوجي . لقد اتضح ان الاستعداد الفطري لليسار الراديكالي على التحالف مع "خلفان وضحيان ونبهان وسيسان "وفلان ..من اجل سحق خصومه الذين ينتمون الى هوية البلاد ويدافعون عن ثوابتها ، اتضح انها فطرة مكتسبة كامنة في عمق ومفاصل الطرح نفسه ، تشبع وشرق بها الذهن الأحمر الداكن ، وليست نزوة عابرة فرضتها موازين القوى . تجلى ذلك في التحالف المجاني بين قوى التجمع المترهلة داخل الجامعة التونسية واليسار الطلابي من اجل قطع الطريق امام فصيل طلابي يصر على الحديث بلغة الثوابت والاصالة ويابى الاستجابة الى دعوات التنصل والتحلل والانفصام. تحالف الهمامي وجبهته مع التجمع ولم يجني غير السراب وشئ من التلوث علق الى الابد بالجسم اليساري المشدود بقوة الى شوارب ستالين ، والمفصول عن الثورة في ثوبها الوطني الأصيل فتم استعماله بطريقة مهينة ، وتحالفت الفصائل اليسارية في الجامعة التونسية مع بقية اجسام طلابية تجمعية مخرومة ، فكانت الانتكاسة وفشل التحالف المشوه ، فهلا انقطع هذا التيار عن غيه والتحق بقاطرة الوطن ، وتصالح مع الثورة والثوار. نصرالدين