سبحان مغير الأحوال ، لو وضعوا العبارات التي دونتها الدكتورة رجاء بن سلامة اخيرا وسحبوا الاسم ثم طلبوا من اكثر التونسيين شغفا وممارسة للسياسة ان يرجحوا من يكون صاحب النص ، لذكروا أسماء 11مليون من التوانسة ولاستبعدوا بن سلامة ، رغم ذلك هي بن سلامة بشحمها ولحمها من كتبت تدافع عن مؤسسات الدولة وتستهجن الإضرابات ، وتحض على ثقافة السلم الاجتماعي ، وتطالب بالحد من المطلبية والانكباب على العمل . رجاء بن سلامة التي دعت الى جميع أنواع الإضرابات ولما استنفذت جميع المجالات فكرت ودبرت ثم دعت لإضراب عن صلاة الجمعة ، رجاء التي اتهمت الترويكا بالتعدي على كل شيء ، ولما استنفذت جميع الأشياء ، اتهمت الترويكا بالتعدي على "الشراب" واعتبرت ان حكومة الجبالي تهدد الخمور كثروة وطنية ، رجاء نفسها من برزت علينا اليوم في ثياب الواعظين ، ومشت في الارض تهذي وتسب الماكرين ، وتقول الحمد لله اله العالمين ، ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبين . النص المنعرج في حياة رجاء بن سلامة ، ثبتها الله على هذا المنهج مع الحكومة الحالية والحكومات القادمة ونفع بها بلادنا وسائر بلاد المسلمين "آآآآمين". المطلبيّة والعمل النّقابيّ الثّورجيّ سيخرّبان البلاد سيخرّبان ما بقي من بلاد تعيش أزمة اقتصاديّة خانقة وتتواصل فيها الإضرابات، ويتواصل فيها تعطيل المرافق والموارد. كلّ إضراب في هذه المرحلة الحرجة لا يدلّ على وطنيّة وشعور بالمسؤوليّة بل يدلّ على أمرين : إمّا خدمة للطّرف الذي من مصلحته إفشال المرحلة الحاليّة والحكومة الحاليّة ليخفّف من حدّة طرفه، وإمّا انسياقا وراء الثورجيّة الهوجاء التي يجب أن نعوّضها الآن بالانكباب على العمل وباحترام مؤسّسات الدّولة وقوانينها. إضافة غلى إضراب العملة والموظّفين بالجامعات هو من هذا الصّنف، فإنّني أندّد بالتّهاون بالمرافق العامّة وتركها خالية بلا حراسة، أو بلا حراسة تذكر. دخلت اليوم مؤسّسة جامعيّة فلم يعترض طريقي أيّ حارس، وتجوّلت في كلّ طوابقها، وتعمّدت الضّرب بأقدامي على المدارج، فلم يعترضني في الأخير إلاّ موظّف واحد أطلّ عليّ ليقول لي إنّه الإضراب. سألته : كيف تترك المؤسّسة بلا حراسة؟ قال لي يوجد حارس في الناحية الأخرى. كلامه كان غير صحيح : لم يكن هناك أيّ حارس. أرجو أن تتحمّل القيادات النقابية مسؤولياتها. أرجو أن يتحمّل كلّ موظّف وكلّ عامل مسؤوليته. تونس تضيع بين أيدينا." نصرالدين