كنا أبدينا منذ بدأت ملامح حكومة مهدي جمعة في التشكل احترازات حول تولي السيد مراد الصقلي مسؤولية وزارة الثقافة ، لاتشكيكا في كفاءته العلمية ، ولافي علاقته بالساحة الثقافية ، لكن بسبب مؤشرات ذكرناها في مقال نشرناه سابقا ورد عليه بعض المتثيقفين من لوبيات الهشك بشك ومتعهدي الراقصات ، والفنانات اللبنانيات والمطاعم الفاخرة بأسلوب فج ، ارتأينا أن لانرد عليه بسبب ضحالة مستوى أصحابه ، وضعف حجتهم . غير أن هذا لايمكن أن يكون حائلا بيننا وبين العودة لتناول هذا الموضوع مجددا خاصة ونحن حيال ممارسات لايمكن الصمت حيالها باعتبارها تنبئ بوجود مخطط ممنهج يستهدف الثورة ورموزها والثقافة ومجالاتها . 1 ) تعيين سنية مبارك على رأس الدورة 50 مهرجان قرطاج : عين السيد مراد الصقلي المناشدة ذات العلاقات التاريخية مع رموز التجمع المنحل واحتفالاته الفنانة سنية مبارك على رأس أكبر مهرجان دولي في البلاد بسبب الصداقة الشخصية التي تربطه بها مما يؤكد عقلية المحسوبية ، وعدم القطع مع مسيري مهرجانات العهد البائد . وقد أثار هذا التعيين احتجاجات عديدة في الوسط الثقافي . هذا التعيين يتنافى مع روح الثورة التي جاءت لتقطع مع العهد البائد ورموزه وعلى المحسوبية والصداقات و" المعارف " 2 ) إلغاء الدورة 31 من معرض تونس للكتاب في سابقة لم تعهدها الساحة الثقافية ألغى وزير الموسيقى الدورة 31 لمعرض تونس للكتاب . متناسيا أن الثورات بقدر ماهي في حاجة لتحقيق أهدافها تنمويا وسياسيا بقدر ماهي في حاجة لأن تصحبها ثورات ثقافية ، القراءة سلاحها والكتاب وسيلتها ، وسوف يدون تاريخ الثقافة في بلادنا اسم الوزير التكنوقراط الذي كانت أولى إنجازاته الثقافية تحييد الكتاب ، وإلغاء معرضه . كما أن التاريخ لن يسعفه بتدارك هذا التقصير في مناسبة أخرى باعتباره مطالبا بجمع " أدواته " نهاية العام الحالي والعودة من جيث أتى . 3 ) إنهاء مهام الدكتور سامي براهم الجرم الأكبر الذي ارتكبه مراد الصقلي يتمثل في إنهاء مهام الدكتور والمفكر سامي براهم على رأس المركز الثقافي الفاضل بن عاشور بالمرسى . وسامي براهم الباحث في الحضارة العربية ، مثقف حر من رموز الثورة ، سبق له أن تعرض للمظالم والمطاردة والاعتقال في زمن الاستبداد ، حزبه السياسي هو الوطن والثورة وعمو أبناء الشعب . وأن يضحي الصقلي بماأنجزه براهم في مدة وجيزة على رأس المركز الثقافي الذي كلف بإدارته بعد الثورة دليل آخر على انه إما واقع تحت سيطرة لوبيات معادية للثورة ورموزها من المثقفين ، أو أنه قد أخطأ العنوان وفهم أن التحييد المزعوم ، هو بالضرورة تحييد الفضاء من أنصار الثورة لصالح مصانع الرسكلة وقوى الردة . لطفي