من الصعب على أي صحفي وهو يستشرف الساحة الرياضية الجزائرية ان يتجاهل الحراك الكبير الذي أحدثه اللتحاق اللاعب "التونسي ، الجزائري ، الفرنسي" سفير تيدر بالمنتخب الجزائري والأثر الايجابي الذي تركه انضمام هذا اللاعب الشاب الى تشكيلة المدرب وحيد حليلوزيتش، لم يكن الاتصال باللاعب تيدر بالأمر الهين ولم يتسنى لصحيفة الشاهد إجراء لقاء صحفي معه بحكم البقاء ألظرفي له في الجزائر نتيجة ارتباطه مع ناديه الجديد لنتر ميلان ، الأمر الذي منعه من التواصل السلس مع الصحافة كما لمسنا إحجامه عن إجراء اللقاءات والحوارات الصحفية . من هو تيدر سفير سليتي تايدر لاعب شاب من مواليد 29 فيفري 1992 بكاستر التابعة لمقاطعات ميدي بيرينه الفرنسية من اب تونسي وام جزائرية ، ابدى منذ طفولته اهتماما كبيرا بلعبة كرة القدم وانخرط في "أف -سي – كاستر" لمدة 8 سنوات تعرف خلالها على أبجديات كرة القدم وصقل مواهبه التي لفتت انتباه الفريق الفني من الوهلة الاولى ومن ثم انتقل اللاعب الى "اتحاد البي الرياضي" ومنه الى فريق غرونوبل الفرنسي ليحط الرحال بنادي بولونيا الايطالي الفريق الذي عرف من خلاله الشهرة الواسعة واصبح محط أنضار العديد من الفرق الاوروبية الكبيرى ، المسيرة التي توجها بانضمامه الى فريق انتر ميلان الايطالي بعقد يمتد الى 4 مواسم قيمته 5،5 مليون يورو . الكرة الجزائرية تتكلم تيدر الحديث الرياضي هنا في الجزائر يتمركز حول الجوهرة التي اقتنصها الإطار الفني للخضر والسبق الذي حققوه على حساب الإدارة الفنية التونسية ويؤكد الوسط الرياضي باستمرار على ان الجزائر عثرت اخيرا على ضالتها المنشودة ، فطالما اشتكى المنتخب من غياب صانع العاب ينهي مشكلة التنسيق ويتمكن من قيادة الاركسترا والعبور بها الى ادوار متقدمة في كاسي العلم وإفريقيا القادمين . وجدنا أنفسنا أمام حالة غير مالوفة بحكم التقاليد التي قضت بتحول اللاعبين من الجيل الثاني في أوروبا الى اللعب مع البلد الذي ينحدر منه الأب وليس الأم واستغربنا من تحول تايدر الى الجزائر واستغنائه عن المنتخب التونسي ، لكن سرعان ما اتضح الأمر حين تابعنا خيوط العملية وتعرفنا على خارطة الطريق التي انتهجها الفريق الفني الجزائري للفوز بخدمات هذا النجم الصاعد ، وانتهينا الى ان الإدارة الفنية الجزائرية تعاملت مع الملف بحرفية كبرى واشتغلت على ثلاثة محاور لإتمام الصفقة وجلب تايدر الى حظيرة الخضر . أمام المجهودات الكبيرة التي بذلتها الادارة الفنية الجزائرية وكان رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الحداد قد اكد ان الجامعة ستتصل بتيدر وهذا امر طبيعي حسب قوله واضاف بشرط أن يكون اللاعب يحس بانتمائه لتونس، وفي حال العكس فستتوقف كل الاتصالات معه ولن يتنقل أحد لمعاينته لأن القضية قضية انتماء ووطنية، هدا الأسلوب الجاف الذي تعامل به المسئول الأول على الكرة في تونس مع شاب فرنسي الثقافة والمولد أسهم في رحيل تايدر بعيدا عن فريق نسور قرطاج ليحط رحاله في صفوف محاربي الصحراء بعد ان أحسن إطاره الفني التعامل مع ملفه فيما تعامل معه وديع وكأنه شخصية تونسية المولد والمنشأ يشترط ان يكون مشبعا بالحس الوطني حتى يتسنى له الانضمام الى الفريق الوطني ، بينما تعامل رئيس الجامعة الجزائرية روراوة مع تايدر بحرفية واستحضر بيئة وتطلعات الشاب ذو الخلفية الثقافية الأوروبية الصرفة ، رئيس الجامعة التونسية وخلال سعيه المحتشم لضم تيدرقام بخلط العلاقات الخاصة بالمسائل المهنية حين تحدث عن رغبته في الابتعاد عن المنافسة الحادة وعدم استعداده للدخول في مناكفة مع نضيره الجزائري ، ويبدو الربط هنا هزيلا بين السعي في الفوز بخدمات لاعب متميز والحفاظ على سلامة العلاقات مع رئيس الجامعة الجزائرية . في المحصلة فاز المنتخب الجزائري بخدمات تيدر بعد ان تحرك على ثلاث محاور متوازية ، فقد كلفت الجامعة المختص سمير بريكسي بمتابعة الملف ووظف روراوة خبراته وعلاقاته وقام باتصالات ميدانية باللاعب ، كما اشتغل المدرب حليلوزيتش من موضعه بدقة وبهذا الإيقاع والصبر الذي أبداه الجميع وصل المنتخب الجزائري الى مبتغاه وذلك رغم ما ابداه تيدر من الحين للآخر من تردد وعزوف لم يثني الجزائرين عن مسعاهم وتمكنوا أخيرا من الوصول الى مرادهم. وكان الشقيق الأكبر لسفير تايدر نبيل تايدر قد فند كل الأخبار التي تحدثت عن دوره في إبعاد شقيقه عن المنتخب التونسي ودفعه نحو الجزائر والذين روجوا لهذا الخبر استندوا على التجربة الفاشلة لنيبل مع المنتخب التونسي وكذلك مع النجم الرياضي الساحلي ، واكد نبيل انه لم يتدخل في اختيارات أخيه وليس لديه اي موقف من هذا الطرف او ذاك وان سفير هو المسؤول الأول عن قراره. الجمهور الجزائري يتحدث عن سفير تايدر *منصر يوسف ذكر للشاهد ان قدوم تيدر للخضر يعتبر بمثابة الصفقة الرابحة للفريق وينتظر منه ان يكون من اللاعبين الكبار الذين سيتركون بصماتهم في تاريخ الكرة الجزائرية. *وتحدث اسلام كلبوز عن الإمكانيات الكبيرة لتايدر متمنيا ان يتحسن مستواه اكثر فاكثرمع مرور الوقت خاصة بعد تأقلمه مع بقية لاعبي المنتخب ، وأضاف إسلام ان لعب تيدر لفريق كبير مثل انتر ميلان سيعود حتما بالفائدة الكبيرة على المنتخب الجزائري وأكد انه سيكون لتايدرالشان الكبير خلال كاس العالم 2014 بالبرازيل في صورة تأهل الجزائر الى النهائيات. * أما بوعقبة فقد نوه بالمجهودات الكبيرة التي بذلها رئيس الفدرالية الجزائرية محمد روراوة في قدوم تيدر الى الجزائر ، وقال ان مشكلة وسط ميدان المنتخب الجزائري انتهت وهاقد عثرنا على المفتاح واشاد بقيمة لاعب الانتر ، وتحدث عن الإمكانيات الكبيرة التي يملكها هذا اللاعب وقدرته على الاضطلاع بمهمة لاعب ارتكاز بالتوازي مع تنشيط الهجوم ولاحظ انه يحسن التحول الى لاعب وسط متقدم مع قدرته على تقديم الإضافة الى الفريق. * ورد الأستاذ نذير التحاق تيدر بالمنتخب الجزائري الى الامتيازات المالية والمنح المختلفة التي يتمع بها لاعبو الخضر ثم قوة المنتخب الجزائري وترتيبه المتميز في تصنيف الفيفا ووجود العديد من اللاعبين المحترفين في صفوفه ، بالإضافة الى حظوظه المتقدمة على المنتخب التونسي في المراهنة على الترشح لكاس العالم ولعب ادوار متقدمة في نهائيات كاس إفريقيا. بينما أشار بعض المتداخلين مع الشاهد الى ان تايدر لن يكون الفارس الذي تترقبه الملاعب الجزائرية وكعادة المحترفين في الجزائر وبقية دول شمال إفريقيا قد يبدع هذا اللاعب في ناديه بإيطاليا وسيخيب الآمال في صفوف الفريق الوطني ، لان هذه وللأسف سنة رياضة تعودنا عليها من جل اللاعبين المحترفين على حد قولهم.
