"النواب الأشباح نوابٌ لا يعرفهم أحد ".. هم نوابٌ عن الشعب و لا يعرفهم الشعب و لا حتّى زملاءهم في البرلمان ، قليلوا التّواجد و ان تواجدوا لا صوت لهم سواء في مناقشة القوانين او في إبداء آراءهم ، محجوبون عن الكاميرا و صوتهم غير مسموع في الاذاعات ، يرغبون في التخفّي لكنهم لا يختفون حينما يأخذون راوتبهم ، النواب الاشباح تم التطرق لهم مساء امس في برنامج في ما لم يقل و اتّضح انهم غير معروفين حتى بالنسبة لزملاءهم بل ان رئيس منظمة بوصلة اكد انهم يجدون في التخفّي راحة و استراحة. و ناقش مكتب مجلس نواب الشعب مشكلة الغيابات خلال الدورات السابقة في أكثر من مناسبة، واستحث النواب على الحضور وطالب منهم المشاركة في أشغال مختلف هياكل البرلمان، وصرح محمد الناصر رئيس المجلس عديد المرات لوسائل الإعلام أنه سيقع تطبيق أحكام النظام الداخلي على المتغيبين، ثم حرص بكل جهده لتمرير مبادرة تشريعية لتنقيح النظام الداخلي في اتجاه الخصم من منح المتغيبين وضمان قدر أكبر من المواظبة من خلال إجبار النواب على التوقيع على وثيقة الحضور عند الدخول وقبل المغادرة بوقت وجيز من موعد رفع الجلسة وذلك في إطار الحد من الحضور الوهمي، إذ لوحظ أن الكثير منهم يحلون في الموعد وبمجرد التوقيع على وثيقة الحضور يغادرون دون رجعة، ولكن أغلب النواب عبروا عن رفضهم هذه المبادرة وفي ظل الضغط الإعلامي وانتقادات المجتمع المدني تقرر إدراجها في إطار تعديل النظام الداخلي برمته. وفجر قرار مكتب مجلس النواب بتفعيل مقتضيات النظام الداخلي في ما يتعلق بالإقتطاع من التعويضات الشهرية للنواب المتغيبين موجة غضب في صفوف عدد منهم،وانتقد أحمد السعيدي النائب بمجلس نواب الشعب عن حزب المبادرة، قرار مكتب المجلس اقتطاع 100 دينار من راتب كل نائب يتغيب عن اجتماع لجنة أو جلسة عامة . محمد كمال الحمزاوي و كمال الذوادي و رضا شرف الدين عن نداء تونس ، نادية زنقر و مريم بوجبل عن حركة مشروع تونس ، نزهة بياوي عن افاق تونس و العديد من النواب الذين لا يحضر لهم صوت،داخل المجلس أو خارجه ، و فيما تعيب المنظمات الوطنية على غيابهم يؤكد زملاءهم ان لهؤلاء النواب حججا مبرّرة في الغياب . و يؤكد النائب عن كتلة نداء تونس محمد جلال غديرة ، ان زميله في الكتلة محمد كمال الحمزاوي ينشغل في نشاطات أخرى خارج أسواء البرلمان . و أبرز نفس المصدر في حديث ل"الشاهد" ، ان الحمزازي شخص ناشطٌ ميدانيا و يتواصل بشكل دوري مع اهالي القصرين باعتباره نائبا عن الولاية و يمتلك حضورا كاريزماتيا أقوى من غيره ، و اكد انه يعمل على تطويق الاحتجاجات و تلبية احتياجات اهالي المنطقة سواء عبر المساعدة المالية او تمويل الجمعيات هناك ، اما بخصوص بغياب النائب كمال ذوادي ، اكد محدثنا انه يعاني من وعكة صحيّة حادة حالت دون تواجده في البرلمان . و بثت قناة الحوار التونسي تقريرا حول عدد من النواب المجهولين بالنسبة للتونسيين وحتى للإعلاميين والسياسيين. وأطلق على هؤلاء النواب صفة النواب الأشباح نظرا لقلة نشاطهم وتدخلاتهم داخل مجلس الشعب وخارجه. وقالت النائبة سامية عبّو لم أشاهد عدد من الزملاء النواب طيلة سنة كاملة وهناك نواب رأيتهم بعد أربعة سنوات في المجلس. و كانت رئيسة جمعية "بوصلة" شيماء بوهلال ، قد كشفت في افريل الفارط عن قائمة النواب الأكثر والأقل حضورا في مجلس نواب الشعب . وقالت ان النواب الذين تحصلوا عن المراتب الثلاث الاولى من حيث الحضور هم كل من الهادي بن ابراهيم عن حركة نهضة والنائب محمد ترجمان عن كتلة الحرة بنسبة 88،98 بالمائة ويمينة الزغلامي عن حركة النهضة بنسبة 77,77 بالمائة. واضافت اثر حضورها باستوديو اذاعة شمس ان النائب عن نداء تونس كمال الذوادي سجل أقل نسبة حضور في الجلسات العامة ب 11 بالمائة يليه محمد غنام عن آفاق تونس بنسبة 30 بالمائة، وكذلك رضا شرف الدين عن النداء بنسبة 31 بالمائة، والمفزع وفق تعبيرها أن 48 بالمائة من غيابات شرف الدين غير مبررة.