تشهد تونس في الفترة الأخيرة تطورا غير مسبوق على مستوى العلاقات الديبلوماسية مع البلدان الاخرى، فبعد زيارة الرئيس التركي ووزير الخارجية الايطالي و رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون ، و من المنتظر أن يؤدي وزير الشؤون الخارجية بجمهورية الأرجنتين، "خورخي فوري"، زيارة رسمية إلى تونس بداية من اليوم السبت 31 مارس 2018 لتتواصل إلى 2 أفريل 2018، بدعوة من وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، وفق بلاغ لوزارة الخارجية. و يرى مراقبون أنّ هذه الزيارات أتت في توقيت مهم على أكثر من مسار أهمها تحسن الظروف الإقليمية والدولية رافقه عودة تونس الى اشعاعها الاقليمي والدولي حيث كثفت الديبلوماسية التونسية الاتصالات والتحركات بغية مراجعة تصنيفاتها في القائمات السوداء ، ناهيك عن ان الحركية النشطة في مستوى الديبلوماسية التونسية شهدت تطورا ملحوظا لتشكل الثلاثية الاخيرة لسنة 2017 و بداية سنة 2018 الاستثناء في وتيرة الزيارات ومستواها الرفيع. وتندرج زيارة الوزير الارجنتيني، في إطار حرص تونس على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الأرجنتين، وتوسيع قاعدة الشركاء الاقتصاديين مع دول أمريكا اللاتينية وخاصة أعضاء مجموعة السوق المشتركة لأمريكا اللاتينية (MERCOSUR)، التي تضم إلى جانب الأرجنتين كلا من البرازيل والأوروغواي وباراغواي وفنزويلا. وإضافة إلى جلسة العمل التي ستجمعه بالجهيناوي من المنتظر أن يُجري الوزير الأرجنتيني سلسلة من اللقاءات مع عدد من سامي المسؤولين التونسيين تتطرق إلى سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين وتنويع مجالاته، وإلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في أفق استعداد الأرجنتين لترؤس مجموعة العشرين (G20) خلال سنة 2018. وينتظر أن يتم خلال الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، التي من شأنها تعزيز الإطار القانوني المنظم للعلاقات بين البلدين، بحسب ذات البلاغ. يذكر أن تونس شرعت منذ مدة في مفاوضات مباشرة مع مجموعة السوق المشتركة لأمريكا اللاتينية (MERCOSUR) بهدف إبرام اتفاقية تبادل حر مع هذه السوق الواعدة. و " ميركوسور" تكتل اقتصادي في أميركا اللاتينية، يهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، نجح منذ تأسيسه عام 1991 في أن يصبح ضمن أكبر التكتلات الاقتصادية في العالم. وتهدف مجموعة "ميركوسور" إلى تحقيق نوع من التكامل الاقتصادي بين أعضائهاغرد النص عبر تويتر من خلال تعزيز التجارة الحرة وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، وحققت منذ تأسيسها إنجازات ملحوظة، حيث زاد حجم التجارة البينية، وأصبحت ضمن أكبر القوى الاقتصادية في العالم. وعلى المستوى السياسي التزمت "ميركوسور" بالعمل على تثبيت دعائم الحكم الديمقراطي في أميركا اللاتينية، فقد لعبت على سبيل المثال دورا مهما عام 1999 في حماية النظام الديمقراطي البرلماني في باراغواي من المحاولات التي قام بها بعض السياسيين والعسكريين للاستيلاء على السلطة. ولا يقتصر التعاون بين دول المجموعة، فقد أبرمت ميركوسور اتفاقيات اقتصادية مع عدد من الدول بما فيها الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول عربية على غرار مصر والمغرب ودول الخليج.