بعد 20 يوما على انطلاقها، تنتهي اليوم الجمعة 4 ماي 2018 الحملات الانتخابية للاستحقاق البلدي (انطلقت يوم 14 أفريل المنقضي) ليكون يوم غد السبت 5 ماي يوم الصّمت الانتخابي. وفترة الصمت الانتخابي هي المدة التي تضم يوم الصمت الانتخابي ويوم الاقتراع إلى حدّ غلق آخر مكتب اقتراع ويُمنع خلالها على كافة الأحزاب والقائمات المستقلة والائتلافية ممارسة أيّ نشاط في إطار حملتها الانتخابية. كما يُمنع خلالها منعا باتا على المترشحين القيام بأيّة عملية تندرج ضمن الترويج والدعاية وكسب ودّ الناخبين. وتترتّب عن خرق الصمت الانتخابي عقوبات جزائية قد تصل الى حد الإطاحة بالقائمة المخالفة. ويُعدّ استحقاق 6 ماي الأوّل منذ الثورة وسينتظم بعد مصادقة مجلس نواب الشعب على مجلّة الجماعات المحلية التي تُكرّس اللامركزية ومبدأ الديمقراطية التشاركية. كما أنّع يُعدّ تجربة جديدة بالنظر لعدد القائمات المترشّحة إذ ستُشارك في الانتخابات 2074 قائمة مقبولة نهائيا موزعة بين 860 مستقلّة و159 ائتلافية و1055 حزبية. وقد ترأس 69،67% من القائمات رجال فيما ترأست النساء 30،33 % منها، للتنافس على الفوز ب7177 مقعدا في 350 دائرة بلدية. كما تمثّل هذه الانتخابات فرصة للأحزاب لإثبات تموقعها على الساحة السياسية والمجتمعية ولانخراط المواطن في الشأن السياسي والتعبير بكل حرية عن موقفه من مختلف المسائل التي تهمّ حياته ووسطه. وتنتظم الانتخابات وسط تخوفات من عزوف الناخبين عن الاقتراع بعد غد الأحد خاصة أن نسبة الناخبين من المؤسستين العسكرية والأمنية (يوم 29 أفريل المنقضي) لم تتجاوز 12 بالمائة في حين كشف سبر للأراء (البارومتر السياسي) الذي أنجزته مؤسسة "سيغما كونساي" مؤخرا أن 33،2 بالمائة من التونسيين لن يصوتوا في هذه الانتخابات وأنّ 37.4% منهم "لا يعرفون لأيّة جهة سيمنحون أصواتهم إذا قرّروا الاقتراع". وبعد جدل واسع حول إلغاء اعتماد الحبر الانتخابي من عدمه قرّرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتاريخ 15 أفريل 2018 "أنه ولضمان سلامة المناخ الانتخابي ومزيد إضفاء النزاهة والشفافية على العملية الانتخابية، قرر مجلس الهيئة اعتماد الحبر الانتخابي خلال الانتخابات".
