لا تزال مسألة رفع صوت الآذان تثير الجدل في تونس بعد خروج بعض الشخصيات للحديث حول ضرورة تخفيض مضخمات صوت الآذان في بعض الأماكن أو عدم استعمال مكبّرات الصوت وهو ما أثار حفيظة النشطاء على منصات مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الجدل ليس جديدا على الساحة السياسية في تونس حيث بدأ قبل الثورة عندما طلبت إحدى النائبات بمجلس المستشارين من وزير الشؤون الدينية أن يخفّض في صوت الآذان الذي يلوّث مسامع المواطنين على حدّ تعبيرها ليتواصل بعد الثورة الجدل وسط انتقادات واسعة من فئات شعبية لمثل هذه الدعوات خاصة في فصل تشعّ فيه أصوات الاهازيج والغناء مع السهرات الصاخبة بمناسبة الاعراس والمهرجانات والسهرات الخاصة والتي تتجاوز أحيانا توقيت آذان الفجر دون مبالاة براحة المواطنين. وفي هذا الخصوص،دعت الجامعية والناشطة الحقوقية رجاء بن سلامة اليوم الجمعة 10 أوت 2018، وزير الشؤون الدينية احمد عظوم إلى تنظيم استعمال مضخّمات الصّوت في المساجد. وأشارت بن سلامة عبر صفحتها الرسمية إلى إمكانية استعمال مضخّمات الصّوت لنقل خطبة الجمعة إن كان المسجد الجامع مكتظّا لافتة إلى ضرورة تنظيم هذا الاستعمال وتحديد مواصفاته من الناحية التقنية عبر عدم استعمال مضخّمات الصّوت أو التّخفيض منها عند أذان صلاة الفجر وصلاة العصر، احتراما للأطفال والمرضى والمسنين، ولكل المواطنين غير المعنيين بالصّلاة مذكرة بأن أوقات الصلاة أصبحت معروفة للجميع وأن الكثير من وسائل الإعلام تنقلها، مشددة على ضرورة وضع حدّ للاستعمالات العشوائيّة الزّائدة عن الأذان، والمتوقّفة على رغبة مديري المساجد. كما دعت بن سلامة إلى تدريب المؤذّنين حتّى يتقنوا رفع الأذان، ولا يسيؤوا إلى هذا التّقليد الدّينيّ الجميل الذي قالت إنه سلوكيّات الاستعراض الدّينيّ والعنف اللاّمواطنيّ شوّهته. وختمت قائلة "من الواضح إذن أنني لا أدعو إلى إلغاء الأذان ولا إلى إلغاء مضخّمات الصّوت في المساجد، بل إلى تنظيم هذا الاستعمال. ومن المهمّ أن نذكّر بأنّ مضخمات الصّوت لم توجد في عهد الرّسول، بل هي عادة مستحدثة، وقابلة للنّقاش وللتّنظيم". تجدر الإشارة إلى أنّ الإعلامية التونسية بية الزردي قد دعت خلال شهر رمضان الفارط إلى عدم استعمال مكبرات الصوت للأذان، في المناطق السكنية، وهو ما أثار حفيظة نشطاء ومتداولي وسائل التواصل الاجتماعي، فايسبوك وتويتر، الذين عبروا عن سخطهم وغضبهم. وفي تعليق على خبر منع استعمال مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح، في منطقة حمام سوسةالتونسية، قالت بية الزردي، التي بدا عليها الكثير من التناقض في كلامها إنه "في الحي (الحومة) العربي، يمكن مشاهدة السمعة من المنزل وحتى صوت الأذان يكون في المنزل، لذلك لا يجب رفع الأذان بالأبواق والمكبرات أثناء صلاة الفجر، لأن بعض الناس المرضى قد يزعجهم صوت الأذان المرتفع". وأضافت الزردي، أن صوت البوق ومكبرات الصوت المنبعثة من الأذان تفزع "تفجع" و تزعج أيضا الأطفال الصغار الذين هم في فترة امتحانات لأن "البوق يفجع"، على حد قولها.