لا تزال أزمة المعابر الحدودية الفاصلة بين الأراضي التونسية الليبية مستمرة للاسبوع السابع على التوالي، في ظل تواصل الضبابية فيما يخصّ المفاوضات بين الطرفين . و باعتبار انه لا يوجد بين تونس و ليبيا سوى معبر راس جدير الذي يقع في مدينة بن قردان بولاية مدنين و معبر ذهيبة_وازن الذي يقع بمدينة الذهيبة لولاية تطاوين ، فإن الغلق المتواتر لكليهما خلق حالة من الاضطراب على الجانبين التونسي والليبي . و يعيش معبر ذهيبة- وازن الحدودي ، كرا وفرا بين الغلق وإعادة الفتح ، في ظل الضغط المتزايد عليه باعتباره المنفذ الوحيد حاليا بين تونس وليبيا، بعد تعطل الحركة بمعبر رأس جدير. ويرجع تعثر حركة معبر رأس جدير إلى احتجاجات تجار بنقردان، المطالبين ب"حسن المعاملة بين الطرفين الليبي والتونسي"، ورجوع "التجارة البينية دون ضغوطات وعدم فرض رسوم إضافية". و قد اندلعت خلال اليومين الماضيين اشتباكات بين سكان بنقردان والقوات الأمنية قرب معبر راس جدير. وفي خضم هذا الشأن، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق لوكالة فرانس برس إنه خلال ليلتي الإثنين والثلاثاء أشعل العشرات من السكان إطارات ورموا حجارة على عناصر من قوات الأمن احتجاجاً على هذا الإغلاق الذي يؤثر على أنشطتهم عبر الحدود. وأضاف أن رجال الشرطة استخدموا الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المحتجين الذين "هاجموا" مركز شرطة بنقردان الرئيسي. وقد أصيب قائد المركز بجروح في الرأس بسبب الحجارة بحسب المصدر نفسه الذي لم يشر إلى سقوط ضحايا بين المتظاهرين. وافاد الزعق بأن المحتجين تجار صغار تأثر عملهم بإغلاق معبر رأس جدير الرئيسي بين تونس وليبيا منذ شهر ونصف الشهر محملا السلطات الليبية المحلية مسؤولية الإغلاق. وقال مسؤول أمني ليبي إن القرار اتخذ من جانب حكومة الوفاق في طرابلس لكنه حمّل سكان بنقردان المسؤولية. وصرّح بأن هؤلاء السكان يحتجّون على "قرار يمنعهم من نقل بضائع من ليبيا إلى تونس". وأضاف "يريدون أن نسمح لهم باستئناف أنشطتهم غير القانونية للتهريب" لافتا إلى أن الحدود أغلقت بعد "اعتداء على مسافرين ليبيين" في هذه المنطقة. وختم بقوله إن المعبر سيُفتح من جديد ما إن تتلقى طرابلس "التزاما تونسيا بشأن حماية أمن الليبيين". وقد فشلت المفاوضات التي كان من المقرر اجراؤها خلال عطلة العيد، في إعادة المياه الى مجاريها بين الجانبين التونسي والليبي فيما يتعلق بفتح معبر رأس جدير ، بعد أسابيع من توقف الحركة. ويسعى المسؤولون في كل من بنقردان في الجانب التونسي وزوارة في الجانب الليبي إلى حلحلة الأزمة والتوصل إلى اتفاق ينهي الخلافات المتواترة على مستوى المعبر الحدودي. وفي هذا الإطار، قال رئيس المجلس البلدي في مدينة بن قردان وعضو الوفد المفاوض مع الجانب الليبي فتحي العبعاب ، في تصريح ل"العربي الجديد"، إن استمرار غلق المعبر تسبب في شل الحركة التجارية. وأوضح، في هذا الصدد، أن هناك قلقاً من أن تتجاوز التداعيات محافظات الجنوب لتؤثر على ولايات أخرى وقطاعات تجارية في تونس. وأضاف العبعاب أن المفاوضين من الجانب التونسي يسعون إلى إقناع التجار بتعليق اعتصامهم لتسهيل التفاوض مع السلطات الليبية وفض الإشكاليات، التي تسببت في شل الحركة الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن العديد من النقاط الخلافية تم حلّها في اللقاء الأخير الذي جمع أعضاء من المجلس البلدي في بن قردان بمسؤولين في مدينة زوارة الليبية قبل نحو أسبوع. وتابع رئيس المجلس البلدي في مدينة بن قردان: "من حقّ الليبيين حماية اقتصادهم، كما نسعى إلى إيجاد توافقات ترضي الطرفين وتسمح للتجار التونسيين بمواصلة نشاطهم دون تضييقات". وقال: "جولة المفاوضات التي أجريت قبل أسبوع تعثرت، لكن نتوقع الوصول إلى اتفاق قريب يسمح بإعادة فتح معبر رأس جدير أمام الحركة التجارية وحركة الأشخاص مع تشكيل لجنة مشتركة دائمة لفضّ الإشكاليات من الجانبين".