تسعى تونس لتحقيق موسم سياحي استثنائي هذا العام من خلال تنويع نشاطاتها الثقافية والسياحية واستقطاب جنسيات جديدة لتجلب أكثر عدد من السياح خاصة للجنوب التونسي الذي يحظى بسمعة طيبة ويتمتع بتنوع كبير في المنتوج السياحي وشهد انتعاشة هذا العام. وحقق القطاع السياحي بولايات الجنوب الشرقي مدنين وقابس وتطاوين منذ بداية سنة 2018 وإلى غاية يوم 10 أكتوبر الجاري زيادة ب49 بالمائة في عدد الليالي المقضاة التي فاقت 6 ملاين ليلة مقضاة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حسب ما أفاد به رئيس الجامعة الجهوية لوكالات الأسفار بولايات الجنوب الشرقي حمدة عبد اللاوي. وكشف حمدة عبد اللاوي، أنه تم أيضا تسجيل زيادة ب44 بالمائة في عدد الوافدين الذي وصل عددهم 930 ألف سائح، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وفي سياق متصل احتلت المنطقة السياحية بجربة المرتبة الأولى على مستوى عدد الليالي المقضاة بزيادة ب85 بالمائة. و تبدو مؤشرات السياحة الصحراوية هذا العام أكثر من جيدة ، خاصة وأن وزيرة السياحة و المندوب الجهوي للسياحة بتوزر “ياسر سوف” تحدثا عن موسم واعد لأكثر من سبب، أوله عودة الخط الجوي الرابط بين توزر وليون بعد سبع سنوات من التوقف وهذا من شأنه أن يعزز السياحة الصحراوية على السوق الفرنسية ، التي تعد مصدرا جيدا للوجهة ومحفزا لها في بقية الأسواق الأوروبية الباحثة عن منتوج مختلف. وقد أشار المندوب إلى تطور جملة من الأرقام المسجلة من بداية جانفي إلى 20 سبتمبر مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية فأوضح أن عدد الوافدين على الجهة تطور بنسبة 17.5% ، حيث بلغ عدد الوافدين 147 ألف سائح ، وانعكس هذا ايجابيا على عدد الليالي المقضاة التي تطورت هي الأخرى بنسبة 8.6 % ، لتبلغ أكثر من 202 ألف ليلة. كما تبرز المؤشرات لما بعد موسم الذروة إيجابيتها بالنسبة للسائح الأوروبي الذي يمثل عنصر دفع للمنتوج ودعما للحركة الاقتصادية بالجنوب الغربي خاصة . ويمثل تطور عائدات القطاع السياحي أهمية بالغة اليوم في ضوء تراجع مخزونات البلاد من العملة الصعبة، وقد سجلت العائدات إلى موفي شهر سبتمبر الماضي زيادة ب7.36 % مقارنة مع ذات الفترة من العام المنصرم حيث بلغت ثلاثة مليارات و134 مليون دينار وهو ما يعادل باليورو مليار و88 مليون تقريبا وهو عائد دون ما سجل قبل 2010 بنسبة 6.24 % فضلا عن قيمة الدينار المتراجعة منذ شهور عديدة وعدد الوافدين من شمال المتوسط والذي قد لا يتجاوز المليونين في نهاية الموسم ذلك أن نسبة توافدهم إجمالا يمثل 82 % سنة 2010 ،ونحو 60 % من عائدات البلاد السياحية.