” قادمون على معركة حقيقيّة” بهذه المُصطلحات الحربيّة استهلّ الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي السنة الدراسية (2018-2019) ليدخل بالفعل في معركة حقيقيّة مع سلطة الإشراف، ذهب ضحيتها التلميذ الذي لم يجتز امتحانات الثلاثي الأول ومُهدّد بعدم اجتياز امتحانات الثلاثي الثاني بعد التصعيد الذي تبنته نقابة التّعليم الثانوي . وقرّرت الجامعة العامة للتعليم الثانوي أمس الاثنين خلال اجتماع لها مقاطعة فروض المراقبة والامتحانات التأليفية للثلاثي الثاني، وعودة الاعتصامات بمقرات المندوبيات الجهوية للتربية في حالة إقدام وزارة التربية على اتخاذ أي إجراء تعسفي أو عقابي في حق المربين ومديري المدارس الإعدادية والمعاهد . وأكد الكاتب العام المساعد للجامعة نبيل الحمروني على صفحته الخاصة على الفيسبوك، أن قطاع التعليم سيواصل “ملحمته النضالية” وسيمضي قدما في انتزاع حقوقه بالرغم من العراقيل والمناورات. وفي المقابل هاجم وزير التربية حاتم بن سالم، الكاتب عام نقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي مبيّنا أن اليعقوبي يرفض التفاوض لمجرد الرفض. ودعا بن سالم الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لتقديم مقترحات وعدم التمسّك فقط بالرفض وقال: “مشى في بالنا فما واحد برك ديما يقول لا في البلاد طلعوا زوز”. ويتّهم المتابعون للشأن العام في تونس نقابة التعليم الثانوي باستغلال التلميذ كورقة ضغط لابتزاز الوزارة في سبيل تحقيق مطالب الأساتذة التي تتلخص في المسألة المادية من زيادات في الرواتب والمنح. ويؤكد المستشار بديوان وزير التربية محيي الدين المسعودي على تعاطي الوزارة مع كافة مطالب الأساتذة المالية بالأساس والتفاوض معهم بشكل جدي، غير أنه يرفض ما أسماها “سياسة لي الذراع والتعنت”. ويُطالب أساتذة التعليم الثانوي بصورة أساسية بزيادات في المنح الخاصة وتفعيل الترقيات المهنية وتحسين ظروف العمل في المؤسسات التعليمية، وهي مطالب يدور بشأنها خلافات للعام الثالث على التوالي تخللتها إضرابات، أدت إلى اضطرابات متكررة للموسم الدراسي. وأكد الوزير حاتم بن سالم أنّ الثلاثي الأبيض في تونس إطار غير مقبول وغير مسبوق في تاريخ المنظومة التربوية ومن المستحيل التفاوض مع الطرف النقابي تحت التهديد والترهيب والشتم. وأضاف بن سالم أن الوزارة لن تتوانى عن استعمال كل الطرق القانونية والقضائية للدفاع عن حقوق التلاميذ.. وهؤلاء يستعملون آليات غير قانونية من حجب الأعداد ومقاطعة الدروس مضيفا قوله ان كل واحد يتحمل مسؤوليته في اشارة الى ازمة التعليم الثانوي. وقال الوزير إنهم لن يعودوا إلى التفاوض في إطار تهديد وسب وشتم، موضحا أن الوزارة قدمت عديد المقترحات لكن الجامعة تقدم مقترحاتها ورفضت جميع مقترحات الوزارة. من جانبها، دعت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ إلى استعجال العودة إلى الحوار بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي خلال ما تبقى من زمن العطلة المدرسية وايجاد حل جذري ونهائي لأزمة التعليم الثانوي. وأكدت الجمعية في بيان أصدرته أمس الإثنين، أن غياب حل لهذه الأزمة أو تأخيره سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل الناشئة والعائلة التونسية والمصلحة الوطنية مبينة أن هذا الحل يبقى ضروريا وفي المتناول شريطة تعهد الأطراف المعنية سياسيا ومهنيا وأخلاقيا بإبعاد المدرسة التونسية والتلاميذ عن الرهانات المستقبلية مهما كانت أسبابها وغاياتها. وفي السنوات القليلة الماضية، شكّلت الأزمات المتتالية بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية، أبرز الملفات في البلاد، حيث طالبت نقابة التعليم الثانوي في وقت سابق بإقالة وزير التربية السابق ناجي جلول، وهو ما تحقق لها