من السّهل على المتابع للتصريحات الأخيرة لعبد الكريم الزبيدي المترشح للرئاسيات، المستقيل حديثا من منصبه كوزير للدّفاع، أن يلاحظ هجومه غير المباشر على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، حينما أشار في تصريح إعلاميّ إلى ما اعتبره “استهدافه من قبل أطراف تستعمل موارد الدولة”، وفق تعبيره. ليس هذا فحسب بل إن الزبيدي أرفق وعن قصد جملة غير بريئة لدى إعلانه الاستقالة، حيث عزا ذلك إلى الوازع الأخلاقي الذي يمنعه من التمسّك بمنصبه كوزير في السّباق الرئاسي، ما يمكن أن يؤّثر في العملية الانتخابية ويمسّ من شفافيتها، وهو تصريح يشير من خلاله الزبيدي، ولو بصفة غير معلنة، إلى خروج يوسف الشاهد عن الحياد بترشيح ثلة من وزرائه إلى الاستحقاق التشريعي. هذه التصريحات، جاءت في الواقع، في سياق حديث عن حربٍ غير معلنة بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وعبد الكريم الزبيدي، انطلقت فعليا بعد وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وبروز الزبيدي اسما صاعدا في السباق الرئاسي، وسط حديثٍ عن توصيات وتوريث ورسائل وألغاز، من المتوقع أن تُستغل أوراقا في السباق الرئاسي. وبدا ذلك جليا حين خصّص نداء تونس أكثر من نصف مساحة بيانه للحديث عن هذه التوصيات خالصا إلى أنّ “الزبيدي الناتج الخالص والمخلص لمدرسة السبسي.” أما في ما يتعلق بحرب الشاهد والزبيدي، فقد كانت واضحة حينما حجّم يوسف الشاهد من دور الزبيدي في جنازة السبسي، مشيرا في حوار أدلى به إلى القناة الوطنية إلى أنه ورئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر تكفّلا بإعداد مراسم الجنازة والتأبين، ويبدو أن الشاهد تعمد الإشارة إلى هذه المسألة خاصّة وأنّ البعض نسب هيبة الجنازة وضخامتها إلى انجازات الزبيدي. وأعلن الزبيدي اليوم الأربعاء أنهّ سيترشح كمستقل. ويعزو مراقبون هذا الاختيار، إلى بحث الزبيدي عن آفاق أرحب وأوسع من حزب نداء تونس الذي يعرف تعثرات كثيرة تسبب في تقليص حظوظه الانتخابيّة وبالتالي تقلص خزانه الشعبي. ولم يعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى هذه اللحظة عن نواياه في الترشح للانتخابات الرئاسية مع العلم أن آجال الترشح ستنتهي يوم الجمعة 9أوت، لكن حزبه “تحيا تونس” أكد في أكثر من مناسبة انه يدعم ترشح الشاهد للرئاسيات.