لم يمض على تأسيسه أربعة أشهر، وتمكّن حزب قلب تونس من تحصيل المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية ب 33 مقعدا قابلة للزيادة كما تمكّن رئيسه نبيل القروي من المرور للدور الثاني للانتخابات الرئاسية السابقة أوانها. صعود يذكّر بالفوز الساحق الذي حققه حزب نداء تونس في الانتخابات التشريعية لسنة 2014 والذي عقبه فشل ذريع في الانتخابات التشريعية لسنة 2019 وفشل طال الكتلة النيابية بسبب التشققات والتصدعات والسياحة البرلمانية. وقد أثبتت التجارب التي خاضتها تونس بعد الثورة أن الأحزاب التي تبنى على مصالح مؤسسيها وطموحات منخرطيها الشخصية، والتي تبنى خاصّة على أنقاض أحزاب أخرى لا تنجح تجربتها السياسية خاصة وأنها أحزاب ليست ذات مرجعية تاريخية أو إيديولوجية أو فكرية. وتعتمد جميع الأحزاب التي تسعى لضمان ديمومتها ووحدتها والحصانة من تفككها خلال تكوينها على المرجع الفكري الذي يبني على ضوئه الحزب برامجه للوصول ويحدد من خلاله أهدافه فتتبنى أحزاب الفكر الرأسمالي وأخرى الاشتراكي والليبرالي والقومي والديني.. بينما نلاحظ أن قلب تونس اعتمد في بعث الحزب على المصلحة المشتركة بين منخرطيه. فهل يتمكّن هذا الحزب من الصمود أم أنه سيلاقي نفس مصير نداء تونس؟ تضررت العديد من الأحزاب وخاصة منها نداء تونس من السياحة الحزبية خلال الفترة البرلمانية الفارطة الشيء الذي دفع بحركة نداء تونس في 21 فيفري 2019 للتقدّم بمشروع تعديل للفصل 34 من القانون الانتخابي. وينص مشروع هذا القانون على اعتبار كل عضو يستقيل من كتلته البرلمانية أو الائتلاف الذي ينتمي إليه أو الحزب الذي أنتخب له، مستقيلا بمقتضى ذلك من مجلس نواب الشعب وبيّنت كتلة النداء بأن هذا التعديل يهدف إلى منع السياحة الحزبية والبرلمانية. تجدر الإشارة الى أن السياحة الحزبية عادت للواجهة بحلول الانتخابات التشريعية فانضم العديد من قيادات نداء تونس إلى قلب تونس على غرار سفيان طوبال وابتهاج بن هلال ورضا شرف الدين وغيرهم. ويذكر أنّ مؤسس قلب تونس هو نفسه أحد مؤسسي حزب نداء تونس. وكانت تحالفات نداء تونس بعد الفوز بانتخابات 2014، إضافة إلى فشله في إدارة الحكومة بمفرده، منطلق فقدان المتحمسين لمشروعه وشعاراته التأسيسية وبداية انسحابهم منه وتأسيسهم أحزاب أخرى.