رغم خطورة المسألة، مرّ عدم اعتراف رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى بشهداء الثورة التونسية ورفضها قراءة الفاتحة على أرواحهم مرور الكرام ودون تعقيب من منظمات حقوقية ومدنية، لدرجة أن أغلب وسائل الإعلام حاولت تحجيم الأمر واختصاره في مجرد خبرٍ بسيط. في المقابل، نالت مسألة إهانة أصحاب الجنسيات المزدوجة من طرف نائبٍ في البرلمان مساحة كبيرة، الأمر جعل 12 منظمة وجمعية حقوقية تتحرك للتنديد بما قاله النائب صافي سعيد، ولم تطالب أيّ جهة في المقابل رئيس الحزب الدستوري الحر بالاعتذار بعد إهانتها وكتلتها لشهداء الثورة. مسألة عبّر عنها كثيرون من بينهم الباحث سامي براهم الذي استغرب انشغال الإعلام بالتفاهات وسفاسف الأمور مقابل تغيببه لمسألة عبير موسي واهانتها لمشاعر عائلات شهداء الثورة بعد رفضها قراءة الفاتحة في ذكراهم. وقال سامي براهم في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: “اليوم نتابع هذه القنوات فلا ترى نفس الاهتمام بكتلة نيابيّة بأكملها تغادر قبّة برلمان الشّعب وترفض قراءة الفاتحة ترحّما على أرواح شهداء الثّورة الذين وهبوا الحريّة والكرامة لهذا البلد دون أدنى احترام لمشاعر عائلاتهم وذويهم وعموم الشّعب التّونسي.. صمت مطبق في عموم الإعلام إلّا من بعض الاستثناءات والنقل المحتشم للخبر دون إدانة أو تعبير عن التحفّظ كأنّ منظوري هذا القطاع لا يدينون بالحريّة التي ينعمون بها لأولئك الشّهداء، كأنّ هؤلاء الشهداء لم يحرّروهم من الذلّ الذي كانوا يرزحون تحته زمن إعلام الإملاءات والوشايات ومصادرة الرّأي .” وكانت رئيسة الحزب الدستوري الحر ورئيسة كتلته البرلمانية عبير موسى قد انسحبت أمس الأربعاء من الجلسة العامة احتجاجا على تلاوة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة.