يتطلّع التونسيون إلى معرفة الشخصية التي سيختارها رئيس البلاد لقيادة مشاورات الحكومة الجديدة، حيث تنتهي اليوم الاثنين 20 جانفي 2020 المهلة الدستورية التي ينص عليها الفصل 89 من الدستور لاختيار الشخصية الأقدر والتي سيكلفها رئيس الجمهورية قيس سعيد بتشكيل الحكومة بعد مشاورات ثم لقاءات ثنائية مع رؤساء عدد من المنظمات الوطنية. غموضٌ كبير وغير مسبوق يرافق الساعات الأخيرة قبل الإعلان عن رئيس الحكومة، ترافقها ضغوطات على رئيس الحكومة المطالب بالعثور على شخصية توافقية تُرضي جميع الأطراف، مهمّة يؤكّد خبراء أنها تكاد تكون مستحيلة في ظلّ الخلافات الحزبية المتواصلة، في حين يرجّح البعض أنّ قيس سعيد قد يراهن على الاسم الذي يتمتع بقاعدة برلمانية لتسهيل عملية المرور إلى البرلمان وكسب ثقته. ويجمع المتابعون على أن الرئيس سعيد سيكون أمام اختبار صعب وأمام تحدّ لاختيار الأقدر على هذه المهمة، حيث ستكون إدارته للمشاورات محل تقييم الشارع، على غرار النخب السياسية، أمام تزايد الضغوط لاختيار شخصية توافقية. واعتبر نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس أن أمام قيس سعيد خياران لاختيار الشخصية الأقدر، إما الشرعية أو الانتصار لما اسماه بالحملة الثورجية، مشددا على أن اختياره الشرعية سيجنب البلاد التصادم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وأضاف القروي: “نحن اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن نختار الشرعية التي فرضتها صناديق الاقتراع بتوفر حزام سياسي وبرلماني واسع، وهذا متوفر في بعض الشخصيات ذات الكفاءة والقادرة على إخراج البلاد من أزمتها، أما الخيار الآخر فإنه يراهن على ترشيحات من قبيل الانتصار للجملة الثورجية وهو خيار قد يزيد من تعميق أزمة البلاد الداخلية ويعمق عزلتها الخارجية “. وكان حزب قلب تونس رشح 6 شخصيات لرئاسة الحكومة هي فاضل عبد الكافي وحكيم بن حمودة ورضا بن مصباح ولمياء الفوراتي ونجيب الشابي وراضي المدب. ومن جانبه عبّر القيادي بالتيار الديمقراطي غازي الشواشي عن أمله في أن يحسن رئيس الجمهورية في اختيار الشخصية الأقدر على تشكيل الحكومة وتكون شخصية مؤمنة بالثورة التونسية وشخصية قوية وقادرة على تجميع كافة الأطراف وحاملة لمشروع وأن تكون توافقية ، مؤكدا أن لهم ثقة في حسن اختيار رئيس الدولة. ولفت إلى أنه من بين الشخصيات التي التقى بها رئيس الجمهورية والتي كانت واردة في اقتراحات الحزب هو إلياس الفخفاخ، ملاحظا أن الحزب لم يقترح حكيم بن حمودة لكن ليس عليه تحفظات، مشيرا إلى أن للتيار عض التحفظات على الفاضل عبد الكافي. وقد التقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد محمد الفاضل عبد الكافي (مرشح حركة النهضة وقلب تونس والنداء وأفاق والبديل) والياس فخفاخ (مرشح حركة تحيا تونس) وحكيم بن حمودة (مرشح تحيا تونس وحركة الشعب وكتلة المستقبل والمشروع وأفاق والبديل). وكان قيس سعيد قد راسل الكتل والأحزاب الممثلة في البرلمان لاقتراح أسماء لمنصب رئيس الحكومة، واقترحت الأحزاب 25 اسما.