اجتمع عديد الاحزاب والبرلمان ونقابات على التنديد بما يسمّى صفقة القرن معتبرين ذلك اعتداء سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى الاتفاقات المبرمة والشرعية الدولة. وأدان مجلس نوّاب الشعب، بشدة، إعلان ما يُسمّى “صفقة القرن” التي وصفها ب”العنصرية” والتي قال إنها “تضرب القوانين والثوابت الدولية عرض الحائط معبّرا عن رفضه المطلق “للاعتداء السافر على الحق الفلسطيني وعلى جزء مقدس من الأمة العربية والإسلامية”. كما ثمّن البرلمان، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، “الهبّة الشعبيّة المندّدة بهذه الصفقة المُخزيّة وتداعي جميع الأطراف والفصائل الفلسطينيّة لتوحيد الجهود والتحرّكات لتفعيل مواقف الرفض التي تمّ التعبير عنها”. و دعا مجلس النواب، البرلمانات العربيّة والإسلاميّة وبرلمانات الدول الصديقة الداعمة للحق الفلسطيني والبرلمانات الإقليميّة والدوليّة، إلى “إدانة هذا السلوك العدائي تجاه قضيّة إنسانيّة وحضاريّة عادلة” مطالبا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى “اتخاذ قرار موحّد ينتصر للحق الفلسطيني والشروع في خطوات عملية للحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط المشؤوم”. من جهتها، عبّرت حركة النهضة عن رفضها ما يسمى صفقة القرن وإدانتها الشديدة لسلسة قرارات الرئيس الامريكي التي "تمنح دولة الكيان الصهيوني اليد على أراضي الشعب الفلسطيني ومقدراته وفي مقدمتها السيادة الكاملة على مدينة القدس بدءا بالاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها وانتهاء الى مشروع يفرّط في كل الاراضي الفلسطينيّة وينتهك الشرعيّة الدوليّة وقرارات الأممالمتحدة”. وشددت الحركة على ان هذا المشروع يمثل" اعتداء صارخا على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ويصادر حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”. ودعت "كل التونسيين ومختلف القوى السياسيّة والاجتماعيّة للتعبير عن رفضها القاطع لهذا المشروع العدواني وتنسيق الجهود لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المناضل "مؤكدة "دعمها للشعب الفلسطيني ولنضالاته المشروعة من أجل دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف"،ومهيبة ب"كل القوى السياسية الفلسطينية الى تثبيت المصالحة الوطنية بينها وتأكيد وحدة الفلسطينيين لمواجهة هذا المشروع الخطير”. من جانبه، أكد حزب قلب أن إعلان ما سُميّ بصفقة القرن تضمّن نوايا صريحة لفرض سيادة الاحتلال الإسرائيلي على كامل القدس الشريف واعتبارها عاصمة للكيان المحتل في تجاهل تامّ للشرعيّة الدوليّة واختزال الدولة الفلسطينيّة في خريطة مبتورة ومشوّهة وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل "دولة يهوديّة" بالإضافة إلى ضمّ قطاع الجولان المحتل وأجزاء من جنوبالأردن للكيان الصهيوني”. واستنكر الحزب “بشدّة ” هذه الحركة التي تصادر حقوق الشعب الفلسطيني وتضرب العالم العربي والإنسانية جمعاء وتنتهك الشرعيّة الدوليّة" معتبرا ان “هذه الصفقة المشينة تستهدف قضيّة إنسانية عادلة”. وعبّر حزب التيار الديمقراطي عن إدانته ورفضه لمضمون “صفقة القرن” معتبرا أنها “محاولة لتصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإضفاء شرعية وهمية على الاحتلال الصهيوني”. كما أدان التيار مشاركة عدد من الدول العربية في هذه الصفقة وتطبيعها مع الكيان الصهيوني داعيا الدولة التونسية إلى إعلان رفضها “لصفقة القرن”، مؤكدا على ضرورة التنسيق مع السلطة الفلسطينية ومع بقية المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية في اتجاه دفع المنتظم الأممي لنصرة القضية الفلسطينية وحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرّة المستقلة. واعتبرت "حركة الشعب" في بيان، أن الإعلان عن تفاصيل "ما يسمى صفقة القرن، المعروفة سلفًا، جرى في أجواء احتفالية طغى عليها الطابع الهوليودي في الإخراج والتمثيل”. وأشارت إلى أن "هذه الصفقة ليست حدثا، ولكنها فصل من فصول الصراع بين الأمة العربية وبين العدو الأميركي – الصهيوني، غير أن الإعلان عنها بهذا الشكل الاحتفالي، وفي هذا التوقيت بالذات هو الحدث، إذ أنه مرتبط بحملتي الانتخابات في الولاياتالمتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، وبالأزمات التي يواجهها الرئيس الأميركي ورئيس حكومة العدو الصهيوني”. من جانبه، جدد الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له اليوم الأربعاء، موقفه المتمثل في رفض ما يسمى ب”صفقة القرن”، معتبرا أنها تهدف الى اسقاط حقّ العودة للاجئين الفلسطينيين وتجعل القدس كاملة عاصمة “للكيان الصهيوني الغاصب”. وقال الاتحاد إن هذه الخطة ترتكز على أن يكون لدولة الاحتلال كامل السيطرة على الممرات الحدودية، وهو ما “يستهدف نسف الحقّ الفلسطيني وإسقاط كلّ القرارات الأممية وتغليب الكيان المحتل نهائيا على كلّ العرب ومن ثمّة التطبيع معه وفرض إدماجه في الوسط الدولي والعربي”، معبرا عن ادانته صمت بعض الدول العربية وتواطؤها لتمرير هذه الصفقة. وفي القطاع الطلابي اعتبر الاتحاد الطلابي المغاربي أن الجوهر الحقيقي هو السعي إلى محو فلسطين العزة من خريطة المنطقة ووأد حق شعبها في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وإعلان القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية. ودعا الاتحاد الطلابي في بيان له الطلبة بجميع الجامعات المغاربية إلى التظاهر تنديدا ب “سرقة القرن والتعبير عن وقوفهم مع أشقائهم الفلسطينيين في محنتهم”.