ندّدت الكتل البرلمانية بمجلس نواب الشعب، بالإجماع، خلال جلسة عامة، اليوم الثلاثاء 04 فيفري، بما سمّي “صفقة القرن” التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي. واعتبرت جميع الكتل النيابية أن هذه الصفقة غير ملزمة لأحد إلاّ لأصحابها وهما الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ينيامين نتنياهو. وفي هذا الإطار، قال رئيس كتلة النهضة نور الدين البحيري إن القضية الفلسطينية مستهدفة اليوم مثلما كانت مستهدفة منذ عقود من خلال مشروع صفقة القرن أو “فضيحة” القرن، وهو مشروع يمثل جريمة إبادة جماعية وجريمة ضدّ الإنسانية ومشروع يتناقض مع كل القيم والمبادئ والمواثيق الدولية. وأضاف البحيري أن الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية هو دفاع على خط المواجهة الأول ضدّ الصهيونية والتمييز والاحتلال والاستغلال. واعتبر البحيري أن قضية فلسطين قضية وجود وحاضر وماضي ومستقبل وأن التفريط في القدس تفريط في كل المقدسات وفي مكة والمدينة وتفريط في العرض والشرف وهي خيانة. من جانبه، اعتبر النائب عن كتلة ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي أن القضية الفلسطينية كانت عبئا على الحكام العرب فكانت أن توالت الخيانات والمؤامرات، مشيرا إلى أن الحكام العرب تعاملوا مع القضية وفقا للحسابات الداخلية وحرب التموقع ولم تكن خياراتهم هي خيارات شعوب وإنما كانت خيارات اصطفاف.ووصف العلوي صفقة القرن بالحماقة الكبرى التي يرتكبها المعتوه الأمريكي الصهيوني في إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بدوره، قال رئيس كتلة قلب تونس حاتم المليكي إن ما يسمى بصفقة القرن هي مبادرة غير ملزمة لأي طرف من الأطراف وليست ملزمة إلاّ لأصحابها دونالد ترامب ونتنياهو، وهي واحدة من المبادرات المتتالية للاستيلاء على الحقّ الشرعي للفلسطينيين. وشدّد المليكي على أن أسوء ما في المبادرة هو ال50 مليارا وأن يقيّم ترامب وهو تاجر سعر الفلسطينيين بهذا السعر وهذه إهانة لكلّ الشعوب العربية والمسلمة المتمسكة بالحق الفلسطيني.وتابع المليكي “اللوم علينا جميعا لأنّنا تخلينا عن القضية الفلسطينية التي بقيت شعارا ولم تعد القضية المحورية للبلدان العربية”. من جهته، دعا النائب عن الكتلة الديمقراطية سالم لبيض إلى سنّ قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني متحدّيا كل الكتل لإقرار هذا القانون. واعتبر لبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجهل الكثير من الجغرافيا والحقائق التاريخية لأن القدس لا تباع ولا تشترى ولو بمال الدنيا ولأن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم وهي مهد السيد المسيح وهي أرض الديانات والحضارات، وهذا الرأس مال الرمزي والتاريخي الكبير لا يوضع في أسواق النخاسة السياسية مهما تكن المبالغ التي ستدفع في ذلك. من جانبه، قال النائب عن كتلة تحيا تونس مبروك كورشيد إن عبارات الشجب والاستنكار كلّها لا تكفي لإدانة جريمة صفقة القرن. ودعا النائب عن كتلة المستقبل عصام البرقوقي الرئيس قيس سعيّد وحكومة تصريف الأعمال ومجلس نواب الشعب إلى إدانة هذه الخطّة بعبارات صريحة لا تحتمل التأويل والتحرّك على مستوى الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي قصد تحقيق إجماع على إدانة ما يسمّى بصفقة القرن.