لا يفوّت المواطن التونسي فرصة الاحتفال بأي مناسبة سواء دينية أو تجارية، ويسجل في جميع الأعياد والمناسبات تهافت غير طبيعي للتونسي على اقتناء المعدات والأدوات اللازمة للاحتفال، الشيء الذي يشجع التجار على استغلال هذه الاحتفالات لتحقيق ربح مادي وكذلك يسوّل لبعض التجار عرض بضاعة غير صالحة للاستهلاك. ورغم الظروف المادية الصعبة ولهيب الأسعار خاصة في علاقة بالمواد الموجهة للاحتفال، يقبل التونسي على اقتناء هدايا “عيد الحب” والاحتفال بهده المناسبة، فهل أن هذه الظاهرة تقتصر على العواصم والمدن؟ ومن هي الشريحة المعنية بهذا الاحتفال؟ أكد أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي أن ظاهرة الاحتفال بعيد الحب تمس فئة الشباب خاصة من 15 الى 35 سنة، ولكنها لا ترتقي إلى مستوى الظاهرة الشبابية خاصة وأن المواطن التونسي منشغل بمشاكل وقضايا أخرى. وأضاف الجويلي في تصريح لموقع “الشاهد” أنه سوسيولوجيا ليس لديه تيقّن كبير بأن التونسي معني بالاحتفال بعيد الحب ولا وجود لمقاييس عن ذلك، وينحصر الاحتفال به في وسائل الإعلام وفي شبكات التواصل الاجتماعي. وأضاف أن إقبال التونسي على الاحتفال به مقارنة بعدد سكان البلاد يثبت أن هذا العيد ليس مندمجا في عادات التونسيين وتقاليدهم، على غرار سائر الأعياد الأخرى كعيد الأضحى وعيد الفطر وعيد المولد النبوي الشريف. تجدر الإشارة إلى أن “القديس فالانتاين” هو قديس روماني من القرن الثالث الميلادي، مشهور بعيد الفالنتاين أو عيد الحب، يحتفل باسمه في 14 فيفري من كُل سنة وقد كان يُحتفل بهذا العيد منذ العصور الوسطى المتوسطة. ولا توجد رواية حقيقية ثابتة عن هذا القديس حتى الآن، فحكايته تختلف من منطقة إلى أُخرى، لكن الحكاية الأقرب بأن فالنتين كاهن مسيحي كان يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم حيث كان سر الزواج في المسيحية موجود في ذلك الوقت، وبسبب أن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب كُل من يمارس أحد أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب والعشاق لأنه ضحى بحياته لأجل سر الزواج. وتحتفل الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية بذكراه في يوم 14 فيفري بينما تحتفل الكنائس الأرثوذكسية بذكراه في يوم 30 جوان.