حين وقع الاختيار على السيد احمد المستيري لتولي رئاسة حكومة "الضغوط"بدل رئيس الحكومة الشرعية علي العريض كانت الغالبية تمني النفس بنجاح الاختيار لان الرجل لديه من المصداقية السياسية ما يخول له القيام على مثل هذه المهام المبتدعة ، وبددت نوعية السياسي المقترح الكثير من الشكوك وقدمت رسائل ايجابية للشعب الذي يرغب في حسم التأرجح ويتطلع نحو المرور الى تطبيع الواقع السياسي والاقتصادي بسرعة ودون تردد. واختيار شخصية ملمة بالواقع ولديها رصيدها السياسي المحترم وعايشت تقلبات السياسية التونسية مرة كمساهم وأخرى كمراقب بالنسبة لعموم التونسيين يعني الكثير من الايجابية ، ويفيد بان السيد المستيري سيوظف نزاهته وخبرته في امتصاص الشد ودفع النسيج الحزبي الى الانصراف باتجاه الإعداد الحثيث لمحطة الانتخابات القادمة ، وبما ان المشكل سياسي فقد استحسن الجميع فكرة استدعاء الرجل القادر على توفير مضلة واقية وآمنة للانتخابات المنشودة. لكن المنعرج الحاسم والخطير ليس في رفض احد اكثر السياسيين مصداقية في تونس بل في نوعية الشخصية التي تم اختيارها كبديل للمستيري ، فمن هو السيد جلول عياد : *حاصل على ديبلوم في الاقتصاد من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس سنة 1977 وعلى الماجستير فى الاقتصاد من جامعة ماريلاند بامريكا سنة 1979، التحق السيد جلول عياد سنة 1980 "بسيتي بنك" ، اشتغل في العديد من المؤسسات المالية المعروفة ك"الكوربوريت بنك" بالإمارات العربية المتحدة و"سيتي بنك المغرب" بالدار البيضاء والبنك المغربي للتجارة الخارجية. *واصل مسيرته المهنية على الصعيد الدولي في عديد المؤسسات المالية المعروفة ك"الكوربوريت بنك" بالإمارات العربية المتحدة و"سيتي بنك المغرب" بالدار البيضاء والبنك المغربي للتجارة الخارجية. *تولى سنة 2006 تأسيس شركة "اكسيس" كابيتال تونس المتخصص في التصرف في الأصول والوساطة بالبورصة والاستشارة المالية. *شغل منصب نائب رئيس فرع البنك المغربي للتجارة الخارجية بلندن التي تعتبر مرجعا حول الأسواق المالية الدولية بالنسبة للحرفاء الأفارقة. *كان وزير المالية الجديد عضوا فى المجلس المغربي الأمريكي للتجارة والاستثمار والرئيس الشرفي للغرفة الامريكية للتجارة بعد أن تم انتخابه سنة 1993 رئيسا ثم نائب رئيس منتدى اوروماد. بهذه المعطيات وبهكذا اختصاص نحن لا نتحدث عن شخصية نزيهة لديها ثقلها السياسي جاءت لتغطي مرحلة الانتخابات وتبدد شبهة التشكيك وتعطي جرعات مصداقية مركزة لنتائج كفيلة بإرساء حالة من الرضا لدى مختلف الفرقاء ، انما نتحدث عن شخصية اقتصادية لا دخل لها بعوالم السياسة ، وكأن تونس تشهد طفرة في الاستقرار السياسي و تعاني من كارثة اقتصادية تطلبت ذلك التدخل الجراحي العاجل الذي قفز فوق الشرعية وفوق مسلمات الديمقراطية للقيام بعملية إنقاذ ضرورية والحيلولة دون إعلان الإفلاس ..هكذا اراد القول كل من دفع بالسيد جلول عياد الى هذه المهمة و هكذا فكر التكتل الحزب الذي وهب جسده للشرعية وقلبه للمعارضة وهكذا أغمضت النهضة عيناها لتنطلي عليها الحيلة. نصرالدين السويلمي