أكدت حركة النهضة في بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة، على حق جرحى الثورة، وهم أصحاب فضل ، في استكمال علاجهم وتكفل الدولة بأوضاعهم الإجتماعية، معلنة فخرها بالدرس الديمقراطي الذي قدمته تونس للعالم من خلال تداول سلمي سلس على السلطة بين الحزب الفائز في الإنتخابات ومرشح الوفاق الوطني في تعال من حركة النهضة عن الحسابات الحزبية الضيقة وتغليب لمصلحة البلاد. كما أكدت الحركة أيضا حرصها على إنجاح الحوار الوطني ضمن روح توافقية عالية من أجل استكمال كتابة دستور الجمهورية التونسية باعتبار ذلك أعظم مهام المجلس الوطني التأسيسي. و فيما يلي نص البيان: تونس في 14 جانفي 2014 الموافق ل 13 ربيع الأول 1435
بيان " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا".( سورة آل عمران- الآية :103 ) يحيي الشعب التونسي بكل اعتزاز الذكرى الثالثة لثورة 17 ديسمبر 14 جانفي ، ثورة الحرية والكرامة المجيدة ، وتونس تتقدم بثبات على طريق استكمال البناء الديمقراطي. لقد طوت بلادنا صفحة الإستبداد والدكتاتورية عبر ثورة شعبية انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 من سيدي بوزيد وتوجت يوم 14 جانفي 2011 بفرار المخلوع بعد أن قدم شعبنا قوافل الشهداء في كل جهات البلاد . إننا نحيي اليوم الذكرى الثالثة للثورة وتونس تبني ديموقراطيتها وتوالي إنجاز فصولها بكل ثبات مصممة على تجاوز أزمة سياسية ألقت بظلالها على المناخات االأمنية والإقتصادية في البلاد واقتضت تعزيز الشرعية الإنتخابية بالتوافق الوطني عبر حوار وطني جامع خفف من التجاذبات السياسية ووحد القوى الوطنية ، السياسية منها والمدنية ، وضرب التونسيون مجددا مثلا مبهرا في الحرص على تعهد جذوة ثورتهم وحمايتها وتذليل كل الصعوبات التي تحول دون تحقيق أهدافها. إن أحد أهم معالم التأسيس للديمقراطية كان في ممارسة الحكم بطريقة توازن بين المحافظة على الحريات وتوسيعها وبين ضرورة إعادة فعالية أجهزة دولة استنزفها الفساد والإستبداد، ولعل أحد أهم إنجازات الحكم اليوم هو إيصال البلاد إلى بر الأمان ووضعها على طريق الإنتخابات في مرحلة شديدة الحساسية من تاريخنا وفي مناخات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة برزت فيها قوى متعددة ناصبت ثورات الربيع العربي العداء وسعت إلى إفشال الإنتقال الديمقراطي في بلدانه. لقد كان بناء الثقة أحد أكبر تحديات نجاح الحوار الوطني ويمكننا التأكيد اليوم أن التوافق حول شخصية السيد مهدي جمعة لرئاسة الحكومة التوافقية المقبلة ثم انتخاب الهيئة المستقلة للإنتخابات ثم استقالة حكومة الأخ المناضل علي العريض طبقا لالتزامات خارطة الطريق ومواعيدها، يمكننا التأكيد أن كل تلك الخطوات لبنات حاسمة لبناء مناخ الثقة وإذكاء روح التوافق ، والتونسيون يتطلعون إلى المجلس الوطني التأسيسي ليهديهم في الأيام القليلة القادمة دستورهم الجامع الذي يضمن حقوقهم وحرياتهم ويضع أسس نظام ديمقراطي ، مستقر ودائم . إن حركة النهضة ، وهي تحيي مع عموم أبناء شعبنا الذكرى الثالثة لثورتنا المجيدة، تؤكد على : 1- ترحمها الدائم على أرواح شهداء الثورة الأبرار الذين يعود لدمائهم الزكية الفضل ، بعد الله سبحانه، في استعادة شعبنا الأبي لحريته وكرامته . 2- حق جرحى الثورة، وهم أصحاب فضل ، في استكمال علاجهم وتكفل الدولة بأوضاعهم الإجتماعية . 3- فخرها بالدرس الديمقراطي الذي قدمته تونس للعالم من خلال تداول سلمي سلس على السلطة بين الحزب الفائز في الإنتخابات ومرشح الوفاق الوطني في تعال من حركة النهضة عن الحسابات الحزبية الضيقة وتغليب لمصلحة البلاد. 4- حرصها على إنجاح الحوار الوطني ضمن روح توافقية عالية من أجل استكمال كتابة دستور الجمهورية التونسية باعتبار ذلك أعظم مهام المجلس الوطني التأسيسي. 5- تحيتها لأبنائها ومناصريها على جهودهم وتضحياتهم التي بذلوها وتفهمهم للدوافع الوطنية لمواقف الحركة وتضحياتها. 6- تحيتها لشعبنا الأبي الذي أعرض عن دعوات العنف والتطرف ولم يستجب لدعاة الفوضى والتخريب ولم يتورط في أعمال النهب وحرق المقرات الرسمية والحزبية. 7- وقوفها القوي إلى جانب قوات الأمن والجيش الوطنيين في تصديها للإرهاب والجريمة والعصابات التي تستهدف مؤسسات الدولة وتهدد مكاسب المجتمع والثورة. 8- تجديدها التحية للشباب التونسي لتمسكه بأهداف الثورة وحفاظه على الزخم الثوري ودعوته إلى الإبقاء على الأمل وروح المبادرة والانخراط الفاعل في مسار البناء والانتقال الديمقراطي. 9- افتخارها بالدور الذي نهضت به حرائر تونس في إنجاح الثورة ومشاركتها الفاعلة في تحصين المجتمع وبناء المؤسسات ودعم الشرعية وصياغة دستور الجمهورية المقبل . رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي