جاءت حكومة جمعة "التكنوقراط" لتنزع فتيل التوتر وتعجّل بتنفيذ الانتخابات وإنهاء اللمسات الأخيرة لمشروع الانتقال الديمقراطي الآمن، لكن هذه الحكومة بدأت تدريجيا وخلال أيامها الأولى تزايد هنا وهناك، و تكرّمت علينا بتلك المشاهد في مدينة توزر وذلك الخليط من السلوك الهجين الذي امتزجت فيه العربدة بالشذوذ بحالة مركّزة من المجون في محاولة لطمس مشاريع سابقة لبعث منظومة سياحيّة قويّة ومثمرة تتجانس مع مناطقنا الصحراويّة وتقتبس من تجارب عريقة عبر العالم في مثل هذه المحاور السياحيّة. حكومة السيّد مهدي باغتتنا "بفلتة" من السيد وزير الخارجية حين حطم وهشم ودشدش البروتوكولات بذهابه كوزير سيادي الى المطار يترقب على مشارف بواباته حتى يخرج إليه السيّد سفير الإمارات الذي انسحب من تونس بعد أن كان تدخّل في سير سياستها الخارجيّة وأراد أن يملي على رئيسها المنتخب مواقف دولته تجاه أحد أشنع الانقلابات في تاريخ المنطقة العربيّة. ثم جاء دور الشراب والكحول، ولبّت وسائل الإعلام "مشكورة" دعوة أحد اللبنانيّين الذي ضاقت به بيروت فجاء يعرض خدماته ويطوّر لنا " البيرة والشراب" تحت رعاية أحد المجامع، وقد أكّد مدير مجمع سونبرا أنّ المجمّع تمكّن من ابتكار نوع جديد من الجعّة "شراب" أطلق عليها "برْبرْ"، وقال أنّ هذا الاسم يمثل الطبقة الشعبيّة ويعبّر من قرب عن استهلاك التونسي للجعّة. وشدّد على أنّ اسم المنتج الجديد لم يأت هكذا وإنّما جاء نتيجة جهود إيجابيّة شاركت فيها العديد من الأطراف، وقال أنّ أهمّ خاصيّات المنتج أنّ فكرته خرجت من المستهلك وأنّه في متناول المواطن التونسي، وأكّد أنّ "بربر" سيحدث ضجّة في سوق البيرة في تونس، وأضاف أنّ الاعتزاز يغمر جميع العمّال كونهم "كسروا احتكار مجال البيرة ودخلوا في ابتكار جديد الذي إن شاء الله سيقلب موازين القوى في سوق البيرة في تونس". وقام أحد المختصّين اللبنانيّين "مشرف ومبتكر المشروع" بتقديم هذا الإنجاز الذي وصفه بالكبير والذي سيكتسح السوق الشعبيّة على حدّ قوله، وأعلن السيّد اللبناني أنّ المنتج الجديد سيكون تحت لافتة "لأول مرّة التوانسة يختاروا بيرتهم" ولعلّ اللبناني صاحب مشروع البيرة نسي أن يضيف عبارة " وفك عليهم من ثورتهم". وقدّم مدير التسويق عبر وسائل الإعلام هذا المنتج وقام بالإشهار له وأعطى حوله العديد من المعلومات في شكل ومضات إشهاريّة بثّها راديو شمس أف أم مباشرة للشعب، في أول عمليّة إشهار للخمر على وسائل الإعلام بشكل واضح في تونس، وبشّر المدير جمهور المدمنين على أنّ نسبة الحكول في البيرة الجديدة ستكون أعلى من تلك التي في غيرها، وستصل إلى 5،2% "حتى تعمّ الفائدة. " في الوقت الذي تسعى كل القوى الغيورة على امتصاص التطرّف من تونس ولجم العنف في صفوف الشباب وإثنائه عن الجنوح إلى الدم، يرى البعض أنّ ما أقدمت عليه كربول والمجموعة الراعية واللبناني صاحب فكرة البيرة والدعاية التي رافقت ذلك لتوحي بان هذه هي ثقافة وطبيعة الشعب التونسي ، من شأن ذلك تحفيز الشباب المتململ على الالتحاق بصفوف أبي عياض وتعزيز مجموعات الجبل الشعانبي ، وتوسيع رقعة جرائم الاستهداف. نصرالدين