يشرع الرئيس فاكلاف كلاوس رئيس جمهورية تشيكيا وحرمه السيدة ليفيا كلاوسوفا بداية من يوم غد الأربعاء في زيارة رسمية إلى تونس تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي وحرمه السيدة ليلى بن علي . وتندرج هذه الزيارة في إطار علاقات الصداقة التقليدية الممتازة القائمة بين البلدين والمبنية على الثقة والاحترام المتبادل والحرص المشترك على الارتقاء بالتعاون الثنائي الى مستوى هذه العلاقات سيما في ظل الارادة السياسية التي تحدو قائدى البلدين. وتعود العلاقات الثنائية الى السنوات الاولى للاستقلال حيث سعت تونس الى ارساء دعائم تعاون متين مع هذا البلد قبل وبعد انفصاله عن تشيكسلوفاكيا. وشهدت هذه العلاقات دفعا هاما خلال السنوات الاخيرة بفضل النسق التصاعدى لتبادل الزيارات بين سامي المسوءولين في البلدين ومن اهمها الزيارتان اللتان اداهما رئيس الحكومة التشيكية الى تونس سنتى 2003 و2006 وقد اتاح انتماء البلدين الى فضاء مشترك وهو الفضاء الاورومتوسطي منذ انضمام تشيكيا الى الاتحاد الاوروبي في ماى 2004 فرصا جديدة لدعم التعاون الثنائي واستكشاف مجالات جديدة للشراكة بين البلدين. ومن جهة اخرى تعزز التعاون البرلماني بين تونس وتشيكيا من خلال بعث مجموعتي صداقة برلمانية بمجلس النواب سنة 1999 وبمجلس الشيوخ التشيكي سنة 2000 وتتنزل في هذا الاطار الزيارة التي اداها وفد من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب التشيكي الى تونس يومي 24 و25 فيفرى الماضي. وينظم التعاون بين تونس وتشيكيا اطار قانوني يتضمن عدة اتفاقيات شملت ميادين مختلفة اقتصادية وثقافية وعلمية الى جانب اتفاقيات لتشجيع التعاون في مجالات النقل والاعلام والشوءون القنصلية وبين هياكل الدعم الاقتصادى في البلدين. وتخضع العلاقات التجارية بين البلدين الى احكام اتفاقية الشراكة المبرمة بين تونس والاتحاد الاوروبي وذلك منذ غرة ماى 2004 تاريخ انضمام تشيكيا الى الاتحاد الاوروبي ليبدا اقتصادها في اكتساب قدرة تنافسية متزايدة من اهم موءشراتها نمو فاق نسبة 6 بالمائة سنة 2005 بما اتاح لتشيكيا امكانيات تعاون هامة ومتنوعة. وقد سجل التعاون الثنائي تقدما ملحوظا في السنوات الاخيرة تجسم اساسا في التطور المستمر لحجم المبادلات التجارية الذى تطور سنة 2008 بنسبة 59ر54 بالمائة وتعتبر السياحة من اهم القطاعات الواعدة للتعاون بين تونس وتشيكيا اذ بلغ عدد السياح التشيكيين الوافدين الى تونس حتى موفى سنة 2008 ما يزيد عن 573ر125 الف سائح. والجدير بالذكر ان الجانبين وقعا بالاحرف الاولى اتفاقا اقتصاديا بتونس يشمل مختلف ميادين التعاون الاقتصادى على غرار التجارة والصناعات التقليدية والاستثمار والصناعة والنقل والفلاحة والسياحة والاتصالات والطاقة والبيئة. ونص هذا الاتفاق على احداث لجنة تجارية مشتركة تجتمع سنويا ومن المتوقع ان يتم التوقيع عليه خلال زيارة الرئيس التشيكي الى تونس. كما تم بتونس التوقيع على بروتوكول تعاون بين الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والغرفة الاقتصادية التشيكية يتعلق بانشاء مجلس اعمال مشترك تونسي تشيكي يهدف الى اعطاء دفع خاص لبحث افاق الشراكة وتطوير المبادلات التجارية والنهوض بالاستثمارات. وبالاضافة الى ذلك فان جولة اولى من المفاوضات قد جرت بين الطرفين منتصف شهر مارس 2009 بتونس لمراجعة اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المبرمة بتاريخ 6 جانفي 1997 في اتجاه مزيد تعزيز التعاون في هذا المجال وبالتاكيد فان زيارة الرئيس التشيكي الى تونس توءسس لنقلة نوعية في العلاقات التونسية التشيكية حيث ستساهم في مزيد تعزيز التعاون الثنائي سيما في مجالات التجارة والصناعة والنقل والثقافة والبحث العلمي والضمان الاجتماعي والاعلام والرياضة. وستشكل هذه الزيارة التي سيكون فيها الرئيس التشيكي مرفوقا بمجموعة هامة من رجال الاعمال مناسبة جديدة لاستكشاف مزيد من فرص الشراكة والتعاون بين البلدين. كما تكتسي هذه الزيارة اهمية خاصة باعتبارها تاتي في فترة رئاسة الجمهورية التشيكية للاتحاد الاوروبي وما يمكن لهذا البلد الصديق ان يضطلع به في ظل هذه الرئاسة من دور فاعل في دفع التعاون بين تونس والاتحاد الاوروبي وفي تعزيز التقارب والشراكة بينهما.