الموارد الجينية العلفية والرعوية المحلية حلول عملية لتنميتها وتثمينها” ذلك هو محور ورشة العمل التي احتضنها البنك الوطني للجينات اليوم الاربعاء بتونس. وتندرج هذه الورشة ضمن سلسلة من اللقاءات العلمية التي ينظمها البنك الوطني للجينات من اجل دعم التشاور وتبادل الخبرات بين الخبراء والهياكل المعنية بالمحافظة على الموراد الجينية واحكام تثمينها. وابرز السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية بالمناسبة ضرورة وضع سياسة واضحة المعالم من شانها ان تؤمن استدامة الموروث من الموراد البيولوجية والاصول الجينية والحد من الافات والمخاطر التي تتهدده مثل الانجراف الجيني واندثار الاصناف الام والتغيرات المناخية وغيرها... واكد المسؤولية التي يضطلع بها البنك في المحافظة على الموروث الجيني الوطني وتثمينه من خلال جرد وتقييم الاصناف الوطنية وتجميع عينات من الاصناف الجينية المحلية او الواردة المتاقلمة واسترجاع الاصناف المحلية المنقرضة والموجودة ببنوك اجنبية. وقد تمكن البنك الوطني للجينات بفضل 9 فرق عمل من الخبرات الوطنية المتخصصة في كل الموارد الجينية النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقة من تجميع اكثر من 1100 عينة من الموارد العلفية الرعوية. كما توفق البنك منذ احداثه في سنة 2007 الى تجميع واسترجاع عدد كبير من اصناف الحبوب واكثار بذور تلك الاصناف والمحافظة عليها في بيوت التبريد وحمايتها من تبعات الانجراف الجيني وجعلها في متناول برامج البحث والتطوير. وثمن السيد عبد السلام منصور في هذا الاطار دور البحث العلمي الفلاحي “معاهد البحوث وغيرها من الهياكل البحثية” في الجمع والتحسين الوراثي لعدة اصناف علفية ورعوية والحفاظ عليها فضلا عن استنباط اصناف جديدة “قصيبة وقرفالة وفصة وشعير علفي ذو استغلال مزدوج”ووضعها على ذمة الفلاح. ولاحظ ان تونس تعمل حاليا على تحيين برنامج العمل الوطني للتنوع البيولوجي الذى اقر منذ سنة 1998 وذلك وفق ما تقتضيه الاولويات الوطنية والاقليمية وبالاستئناس بالمستجدات العالمية وخصوصا ببرامج العمل المدرجة ضمن الاتفاقية الاممية حول التنوع البيولوجي. وتسعى تونس من خلال مختلف عدة برامج الى التوسع في الزراعات العلفية لبلوغ 410 الاف هك في افق 2016 مقابل 337 الف هك حاليا وذلك بهدف تقليص نسبة العجز في الموازنة العلفية لقطيع المجترات من 24 الى 9 بالمائة في افق 2016 . علما وان حاجيات هذا القطيع الجملية تقدر بنحو 4ر5 مليارات وحدة علفية مقابل موارد علفية جملية تقدر حاليا ب1ر4 مليارات وحدة. كما تنصب الجهود في الوقت الراهن وبالتعاون مع وزارة البيئة والتنمية المستديمة على استغلال اكبر قدر من المياه المعالجة لرى مساحات هامة لانتاج الموارد العلفية والحبوب والاشجار المثمرة بكامل انحاء البلاد على غرار ولايات زغوان والقيروان وسوسة الى جانب تغذية الموائد المائية بقرنبالية والفحص. وتبحث الندوة في مواضيع تهم خاصة “الوضع الحالي للموارد الجينية العلفية والرعوية بتونس”و”الموارد الجينية العلفية والرعوية المستغلة”و”الموارد الجينية العلفية والرعوية من التجميع الى التخزين”.