تعيش تونس انطلاقا من يوم 18 افريل الجارى والموافق لليوم العالمي للمواقع الاثرية والمعالم التاريخية على وقع الدورة 18 لشهر التراث الذى يقام هذه السنة حول محور”التراث والاستثمار الثقافي والاقتصادى”. وتشكل هذه التظاهرة السنوية مناسبة للوقوف على ما تم تحقيقه من انجازات في هذا المجال من حيث العناية بالمعالم التاريخية والمناطق الاثرية والمدن العتيقة للحفاظ على التراث الذى يمثل حصيلة الموروث الوطني من فكر وابداع وعلوم وقيم ومثل عليا. وتبعا لذلك تحرص وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في اطار تنفيذ الخطة التنموية /2007 /2011/ والمتعلقة بهذا القطاع على صيانة المخزون الوطني الهام من المواقع والمعالم والمدن التاريخية والقرى والمجموعات التقليدية وحمايته واحصاء مكوناته. كما تعمل على اضفاء الحماية القانونية لهذا التراث وتاهيل المؤسسات المكلفة بصيانته وبالتصرف فيه الى جانب احياء مختلف مكوناته وادراجها ضمن الدورة التنموية وتوظيفها في مجال النهوض بالسياحة الثقافية. وتم في هذا السياق انجاز عدد من المشاريع الكبرى على غرار استكمال انجاز مشروع الخارطة الاثرية الذى يرمي الى استكشاف كافة مكونات التراث الاثرى والمعمارى واحصائه وتوثيقه ومتابعة انجاز مشروع احياء التراث الثقافي الذى تفوق استثماراته 33 مليون دينار ومن ضمنه تهيئة وتوسيع المتحف الوطني بباردو والمتحف الاثرى بمدينة سوسة وانجاز المسالك السياحية بمدينة القيروان والتي تم استكمالها اضافة الى احداث متاحف جديدة بعدة مدن من الجمهورية. كما يتواصل برنامج التكوين في مجالات مهن التراث والمعارف والتقنيات والمهارات. وفي جانب اخر يتركز الاهتمام على متابعة انجاز المنتزهات الاثرية من ذلك المنتزه الاثرى قرطاج سيدى بوسعيد حيث جرى ترميم الصهاريج المائية الكبرى بمنطقة المعلقة وتعهدها بالصيانة لتصبح مركز استقطاب هام لزائرى موقع قرطاج علاوة على عمليات الترميم والاحياء التي تقع ابتداء من السنة الجارية بمواقع برج بوخريص والمقابر البونية والمواني القديمة. وفي الاطار نفسه اسكملت الدراسات الخاصة باحياء المنتزه الاثرى بدقة وتنشيطه سياحيا وادماجه ضمن محيطه وذلك بالتوازى مع عمليات الترميم التي تتقدم بنسق سريع مثلماهو الشان بالنسبة للمنتزه الاثرى باوذنة الذى تم ترميمه في انتظار اتمام هياكل الاستقبال ليصبح قطبا هاما للزيارة ضمن مسلك طريق المياه زغوان/قرطاج. اما في مجال صيانة المواقع والمعالم والمدن التاريخية فقد شملت التدخلات العديد من المواقع بمختلف ولايات الجمهورية من ذلك المشروع الرئاسي لاحياء الموقع الاثرى بحيدرة بولاية القصرين ومشاريع احياء مواقع /المداينة/ بولاية الكاف و/بلاريجيا/ بولاية جندوبة و/جاما/ بولاية سليانة و/اوتيك/بولاية بنزرت. كما اعتنت برامج الصيانة والاحياء بعديد القرى الجبلية بالجنوب على غرار شنني تطاوين والدويرات وتوجان. ومن جهة اخرى اهتمت الوزارة باحداث جملة من المسالك الجديدة للسياحة الثقافية من ابرزها مسلك طريق المياه من زغوان الى قرطاج ومسلك دار بن عبد الله تربة الباى بمدينة تونس العتيقة والمسلك الاندلسي تونستستور وذلك الى جانب العناية المتواصلة بالمدن العتيقة وترميم معالمها وتهيئة مسالكها.