خصصت السهرة ما قبل الختامية للدورة الخامسة من مهرجان” جاز في قرطاج “التي احتضنها احد نزل الضاحية الشمالية بالعاصمة امس السبت لتقديم انموذجين من الجاز الاول من استراليا بامضاء الفنانة الشابة قابريالا سيلمي والثاني في نوع الجاز الافريقي للفنانة اومو سانقري من مالي .وانطلقت السهرة في الساعة الثامنة والنصف مساء بحضور جمهور ملا المقاعد المخصصة والتي تناهز 1500 بعرض قابرييلا سيلمي التي تعد من فناني الموجة الجديدة للجاز والمختصة بالتحديد في الصول وقد ادت عددا من اغانيها المعروفة مثل “سويت اباوت مي” التي صدرت في البومها الاخير واحتلت المرتبة الاولى في استراليا وفي بريطانيا الى جانب عدد من الاغاني الاخرى التي تفاعل معها الجمهور على غرار “دروس نتعلم منها”و “وكذب “. وتتميز هذه الفنانة فضلا عن جمال الصوت وقوته بقدرة كبيرة على التحرك على الركح وهي تقنية اكتسبتها من تقديمها لعدد كبير من الحفلات في مسارح مفتوحة في شوارع لندن وفي الجزء الثاني من السهرة اعتلت الركح الفنانة المالية السمراء اومو سانقرى التي تمثل جيلا مختلفا عن قابريالا سيلمي حيث انطلقت مسيرتها الفنية في السبعينات ونجحت منذ بدايتها في ان تنحت لنفسها نوعا موسيقيا خاصا هو نتاج لمزج بين الات موسيقية تقليدية خاصة بمنطقة واسولو المالية مسقط راس هذه الفنانة والبوب الافريقي الكلاسيكي المطور. وكان لهذه الموسيقى التاثير الكبير على الجمهور الحاضر الذى استمتع بالجاز الافريقي المتميز المنبعث موسيقيا من الفرقة المصاحبة وصوتا من اومو سانقري التي صدحت بصوت قوى افضل واشهر اغانيها التي تضمنتها البوماتها الناجحة مثل البوم “وروتون” والبوم “اومو” الذي عرفت به ذروة نجاحها سنة 2003 واغاني اخرى من البومها الجديد “ساى” الذي قدمته في اوائل السنة الحالية وربما يعود ايضا التفاعل الكبير لمحبي الجاز الذين حضروا هذه السهرة مع هذه الفنانة السمراء الى الشعور الذي تبثه في من يتابعها بانها تقدم ابداعها من رحم الاحزان حيث عاشت طفولة صعبة اضطرت خلالها لاحتراف الغناء منذ سن السادسة لمساعدة امها الفنانة المعروفة في السبعينات اميناتا دياكيتي على توفير الطعام لاخوتها. وللاشارة فان سانقرى لم تكن مبرمجة لهذه السهرة منذ انطلاقة المهرجان بل قدمت عرضها تعويضا للعرض الذى كان مبرمجا للفرقة الكوبية الشهيرة بيونا فيستا التي تخلفت عن المشاركة في هذا المهرجان.