تعمل الجهات الصحية في تونس منذ ظهور الحالات الاولى للاصابة بفيروس “انفلونزا الخنازير” على الصعيد العالمي على ترصد تطورات الاوضاع عبر اجتماعات يومية (اخرها يوم السبت 2 ماي) للجنة الفنية للترصد واليقظة الصحية يحضرها ممثلو مختلف الهياكل الوطنية المتدخلة ومنظمة الصحة العالمية الى جانب الخبراء لاسيما في مجال الفيروسات وذلك بهدف احكام التعامل مع مختلف المستجدات وتفعيل التدابير الوقائية الضرورية.وقد بادرت وزارة الصحة العمومية باتخاذ تدابير احتياطية بمختلف نقاط العبور وتدعيم اليقظة والرقابة في المطارات التونسية لمنع تسرب مرض انفلونزا الخنازير من خارج البلاد ولا سيما بالقارة الامريكية. كما نصحت الوزارة المواطنين التونسيين بتجنب السفر الى المكسيك في الوقت الراهن. وتؤكد المصالح الصحية الوطنية على ان تونس خالية تماما من هذا الفيروس اذ لم تسجل الى الان اى حالة اصابة مشددة على ان مخطط العمل الذى وضعته اللجنة الفنية يجعل من مختلف الاطراف المتدخلة في المجال الصحي جاهزة كما يجب لتفعيل أى اجراء وقائي يتطلبه تطور الوضع الوبائي على الصعيد العالمي. ويشار أيضا الى أن وزارة الفلاحة والموارد المائية تولت من جهتها ارساء خطة متكاملة لتدعيم التدابير المتخذة لمواجهة تهديد وباء انفلونزا الخنازير تبعا لما اقرته اللجنة الوطنية للترصد واليقظة الصحية في اجتماعاتها. وترتكز هذه الخطة على ملازمة اليقظة التامة بالمراكز الحدودية ومنع استيراد الخنازير من جميع بلدان العالم وتكثيف عمليات المراقبة البيطرية على منشأت التربية والمحميات والحدائق الوطنية والقيام بحملات مقاومة الخنازير الوحشية. ويذكر ان عدد مربيي الخنازير بتونس الموجهة لتلبية حاجيات القطاع السياحي محدود. ويتكون القطيع الوطني من 541 اثنى و24 فحل وتوجد المراكز المختصة في تربية هذه الحيوانات بكل من المحرس من ولاية صفاقس ومرناق من ولاية بن عروس والقلعة الصغرى من ولاية سوسة بطاقة انتاج تقدر ب600 طن. وتخضع هذه المراكز للمراقبة الصحية البيطرية والتي تم تعزيزها في الاونة الاخيرة علما بان المراقبة والمتابعة اثبتت سلامة القطيع من كل مرض. وقد اعطيت التعليمات للمصالح البيطرية باستمرار متابعة الوضع الوبائي لانلفونزا الخنازير ودراسة كل تطوراته وذلك لمواجهة كل الوضعيات الطارئة وتحيين عناصر الخطة الوطنية وفق المستجدات الحاصلة والتدخل ان اقتضى الامر لتطويق المرض والحد من انتشاره. على صعيد اخر أكدت المنظمة العالمية للصحة في تقرير أصدرته مساء السبت انها أحصت 658 اصابة بانفلونزا الخنازير في 16 بلدا بينها 160 اصابة احداها قاتلة في الولاياتالمتحدة و397 اصابة بينها 16 قاتلة في المكسيك. وكانت المنظمة الاممية قد بادرت الى اصدار بيانات ومعلومات للعموم حول انفلونزا الخنازير أفادت فيها أن الطريق الرئيسي لانتقال الفيروس هو من الخنازير الى الانسان الا ان المرض يسرى الان من انسان لاخر وأن المعالجة فعالة اذا ما اخذت خلال الساعات ال 48 لبدء الاعراض. كما أشارت الى ان مرض انفلونزا الخنازيز الذى يواجهه العالم اليوم مرض جديد لا يوجد لقاح مضاد له في الوقت الحاضر مبينة ان كل حالة انفلونزا ليست بالضرورة حالة انفلونزا الخنازير وهو فيروس لا ينتقل عبر البعوض والذباب. وضمنت المنظمة العالمية تقريرها نصائح وقائية للعموم أكدت فيها أن اهم ما يمكن للفرد عمله لحماية نفسه وغيره من العدوى بانفلونزا الخنازير ان تواجد في منطقة موبوءة في العالم يتمثل اساسا في تجنب الاماكن المزدحمة وتغطية الانف والفم بمنديل عند السعال او العطاس. كما ينصح خبراء المنظمة بغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون ولا سيما بعد العطاس او السعال وتجنب المخالطة اللصيقة للمرضى. وفي حال ظهور اعراض الانفلونزا على فرد ما بعد عودته من السفر الى منطقة مصابة او بعد مخالطته لشخص عاد لتوه من منطقة مصابة تؤكد المنظمة العالمية للصحة على ضرورة زيارة الطبيب في اسرع وقت ممكن.