كانت التطورات المتصلة بفيروس أنفلونزا /اى اتش 1 ان 1 / على الساحة الدولية وسبل تعزيز التنسيق بين البلدان المغاربية لدعم اليات الترصد واليقظة وتفعيل التدابير الاحتياطية الملائمة لحماية المنطقة من هذا الفيروس محور الاجتماع الطارىء لوزراء الصحة المغاربيين الملتئم صباح الاثنين بطرابلس وذلك بمبادرة من تونس بالتعاون مع الجماهيرية الليبية التي ترأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة لبلدان اتحاد المغرب العربي. وتناول الاجتماع الذى حضره السيد الحبيب بن يحيى الامين العام لاتحاد المغرب العربي اخر المستجدات المتعلقة بفيروس /أى اتش 1 ان 1/ بمختلف أنحاء العالم والتدابير الاحتياطية التي بادرت باتخاذها البلدان المغاربية لمنع تسرب هذا الفيروس من الخارج ودعم قدرة المنظومات الصحية على التعامل مع مختلف التطورات. وجدد السيد منذر الزنايدى وزير الصحة العمومية الذى ترأس الوفد التونسي الى الاجتماع تأكيد المكانة البارزة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للاتحاد المغاربي وعزمه الراسخ رفقة أشقائه القادة المغاربيين على مواصلة تعزيز الجهود من أجل تسريع مسيرة البناء المغاربي ودفع العمل المغاربي المشترك في كافة الميادين. وذكر بالاهمية المتنامية للتعاون المغاربي في الميدان الصحي باعتبار جسامة التحديات التي تطرحها عديد العوامل الداخلية والخارجية ولاسيما اثار التحولات الديمغرافية وتغير أنماط العيش ببلدان المنطقة الى جانب الاشكاليات التي تطرحها المستجدات الوبائية على الساحة الدولية واخرها ظهور فيروس /أى اتش 1 ان 1/ بعدد من أنحاء العالم. وأكد أنه رغم خلو المنطقة المغاربية من هذا الفيروس الى حد الان فان الوضع الوبائي العالمي المفتوح على عديد الاحتمالات يتطلب تعزيز التعاون والتنسيق على المستوى المغاربي من أجل تدعيم جاهزية المنظومات الصحية لبلدان المنطقة على تفعيل أى اجراء وقائي يتطلبه تطور الاحداث المتصلة بهذا الفيروس على الساحة الدولية. ودعا السيد منذر الزنايدى الى انشاء الية مغاربية تتولى متابعة التطورات العالمية وتنسيق الجهود الرامية الى حماية المنطقة من هذا الفيروس واحكام توظيف الامكانيات المشتركة لدعم اليقظة والترصد ونجاعة التدخلات. كما اقترح التفكير في بعث مرصد مغاربي للامراض المستجدة بهدف دعم القدرات المشتركة لبلدان المنطقة في مجال الرصد واليقظة الصحية والمتابعة الحينية لتطور الحالة الوبائية على الصعيد العالمي. وأبرز وزير الصحة الصحة العمومية من جهة أخرى أنه انطلاقا من العناية الفائقة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لصحة المواطن وحمايته من مختلف المخاطر فقد بادرت تونس منذ الابلاغ عن أول حالات العدوى بفيروس أنفلونزا/اى اتش 1 ان 1 / بعدد من أنحاء العالم لاسيما بالمنطقة الامريكية الى تفعيل لجنة الترصد واليقظة الصحية بهدف احكام متابعة التطورات المتصلة بهذا الفيروس على الساحة العالمية وضبط مخطط عمل يؤمن قدرة المنظومة الصحية الوطنية على تفعيل أى اجراء وقائي يتطلبه تطور الاحداث على الساحة العالمية. وبعد أن ذكر بالتدابير التي تم اتخاذها في تونس لدعم اليقظة والوقاية الصحية في نقاط العبور ولاسيما المطارات دعا الوزير الى دعم التنسيق بين البلدان المغاربية على مستوى مراقبة نقاط العبور البرية والتفكير في اليات عملية مشتركة تؤمن نجاعة اليقظة الصحية من جهة وانسياب حركة البضائع والاشخاص من جهة أخرى. وقد أكد الاعلان الختامي الصادر عن الاجتماع العزم المشترك على دعم التنسيق المغاربي لحماية المنطقة من هذا الفيروس وضمان المتابعة الدورية والمشتركة لمختلف التطورات لضبط الاليات الاحتياطية الملائمة. كما تبنى الاعلان المبادرات التي تقدمت بها تونس وفي مقدمتها بعث الية لتنسيق الجهود المغاربية وانشاء مرصد مغاربي لمتابعة الحالة الوبائية على الصعيد العالمي. ودعا الاعلان الى ارساء دليل مغاربي يؤمن توحيد الاجراءات والجهود للوقاية من هذا الفيروس فضلا عن دعم التعاون الطبي والتكامل على مستوى مخزونات الادوية والمستلزمات الطبية. وتم الاتفاق في ختام هذا الاجتماع على تشكيل لجنة تضم خبراء من مختلف البلدان المغاربية لمتابعة اخر المستجدات وتنسيق الجهود المغاربية لمجابهة هذا الفيروس وتتولى عقد اجتماعات دورية بمقر الامانة العامة للاتحاد المغاربي. ومن جهة أخرى شارك السيد المنذر الزنايدى رفقة نظرائه المغاربيين في افتتاح المؤتمر المغاربي للاطباء البياطرة الذى تلتئم فعالياته بطرابلس على مدى يومين ويتناول جملة من المواضيع منها أنفلونزا.