مثل واقع وافاق الطفولة الاولى والطفولة المبكرة فضلا عن التوجهات الوطنية الكبرى فى مجال التربية ما قبل المدرسية اهم محاور اللقاء الصحفي المنعقد يوم الثلاثاء بمقر وزارة شؤون المراة والاسرة والطفولة والمسنين.وتفيد المؤشرات الديمغرافية ان عدد الاطفال في سن ما قبل الدراسة في تونس يقدر حاليا بحوالي 780 الف طفل يتوزعون بحساب 155 الف طفل لكل سنة عمرية من هذه الفئة. وتشمل الطفولة الاولى من الولادة الى سنتين 310 الف طفل مقابل 470 الف طفل بالنسبة الى الطفولة المبكرة من 3 الى 5 سنوات. “مصلحة الطفل الفضلى هدف كل السياسات والبرامج الوطنية” وبينت السيدة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين خلال الندوة الصحفية انه نظرا لتطور اوضاع الأسرة التونسية أصبحت التربية المبكرة للناشئة ضرورة ملحة على المستوى المجتمعي فضلا عن التزايد المستمر في الاقبال على الخدمات المتصلة بالرعاية المؤسساتية للطفولة ما قبل سن الدراسة. ولاحظت ان مصلحة الطفل الفضلى تعد هدفا لكل السياسات والبرامج الوطنية مما ساهم فى تحقيق تحول نوعي في مجال العناية بالطفولة وبوأ تونس المرتبة الاولى عربيا وافريقيا في مستوى جودة الحياة. وتعتمد تونس في مواكبة المتغيرات الحاصلة بقطاع الطفولة الاولى والمبكرة على مقاربة تشاركية تتضافر في اطارها جهود الاسرة من ناحية والقطاعين العام والخاص والمجتمع المدني من ناحية ثانية وذلك لكسب رهانات الجودة ورفع مؤشرات التغطية بالمؤسسات التربوية ما قبل سن الدراسة حتى تبلغ 30 بالمائة مع موفى سنة 2009 وضمان توزيعها المتوازن بين الفئات والجهات. نحو إعداد كراس شروط لاسداء خدمة الحضانة العائلية واستعرضت الوزيرة مختلف التشريعات والاجراءات المعززة لقدرات الاسرة في مجال التنشئة والحوافز المشجعة على الاستثمار في مجال العناية بالطفولة وخاصة منها الطفولة الاولى والمبكرة. وقد مكنت التدابير المتصلة مباشرة بمؤسسات التنشيط التربوي والاجتماعي للطفولة الاولى والطفولة المبكرة من الرفع في العدد الجملي للمحاضن من 102 سنة 2004 الى 186 محضنة حاليا يؤمها 3090 طفلا وتم فى شهر فيفرى 2009 اصدار كراس شروط جديدة خاصة بفتح محاضن الاطفال. ويتركز العمل حاليا على اعداد كراس شروط لاسداء خدمة الحضانة العائلية ووضع برنامج للتربية الوالدية يرمي الى تعزيز دور الاسرة في التربية والرعاية والتنشئة فضلا عن اعداد خطة لتحسين كفاءات المتدخلين في مجال رعاية الاطفال دون ثلاث سنوات وإرساء نظام اشهاد بالجودة يشمل في مرحلة اولى المحاضن ليتم تعميمه لاحقا على سائر مؤسسات الطفولة. مراجعة كراس الشروط الخاص بفتح رياض الأطفال لمزيد ملائمة التراتيب مع واقع القطاع وعلى مستوى مؤسسات الطفولة المبكرة تضطلع رياض الاطفال والكتاتيب واقسام السنة التحضيرية بدور هام في تنمية القدرات النفسية والحركية والذهنية للاطفال في سن 3 الى 5 اعوام وفي تنشئتهم الاجتماعية. وشهدت سنة 2008 احداث 208 روضة جديدة ليرتفع عدد رياض الاطفال الى 3262 روضة يؤمها 138 الف طفل يؤطرهم 8 الاف اطار تربوي وتجاوزت بذلك نسبة التغطية 28 فاصل 5 بالمائة. ويساهم القطاع الخاص في احداث وادارة 87 فاصل 3 بالمائة من رياض الاطفال اي 2848 روضة. وأفادت الوزيرة انه في اطار تكريس مبدا تكافؤ الفرص بين الوسطين الحضرى والريفي في مجال الاستفادة من خدمات الطفولة المبكرة يتم العمل على تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني وهو ما افضى الى احداث 327 روضة من قبل النسيج الجمعياتي اى ما يعادل 10 بالمائة من العدد الجملي لرياض الاطفال. وأوضحت انه يتم مراجعة كراس الشروط الخاص بفتح رياض الاطفال لمزيد ملائمة التراتيب مع واقع القطاع وإضفاء مزيد من الصرامة وتشديد الرقابة على كل الاخلالات والتجاوزات التي يمكن ان تضر بمصلحة الطفل الفضلى مشيرة الى انه تسجل سنويا بين 400 و500 حالة اخلال او نقص في الخدمات التي تسديها رياض الاطفال. كما تجرى مراجعة الدليل البيداغوجي للتنشيط التربوى والاجتماعي المعتمد بمؤسسات الطفولة. وبهدف حفز روح المنافسة وتشجيع المهنيين على تطوير وتحسين جودة الخدمات برياض الاطفال احدثت منذ سنة 2007 جائزة وطنية سنوية لافضل روضة اطفال. وعلى صعيد اخر تتكفل الكتاتيب البالغ عددها 960 سنة 2008 بحوالي 25 الف طفل 44 فاصل 2 بالمائة منهم في سن 5 سنوات. وتعكف الجهات المعنية على مراجعة البرامج التربوية لهذه الكتاتيب لضمان استجابتها للمناهج البيداغوجية اضافة الى وضع خارطة للاقسام التحضيرية من اجل احكام توزيعها على مختلف الجهات. وبينت الوزيرة ان اطار التفقد والارشاد انجز في سياق متابعة لصيقة لمؤسسات تربية الطفولة الاولى والطفولة المبكرة 13772 عملية بيداغوجية سنة 2008 انتفعت مؤسسات التربية قبل المدرسية بنسبة 76 بالمائة منها. وينصرف العمل حاليا الى تدعيم هذا السلك لبلوغ معدل متفقدين اثنين لكل ولاية في حين يبلغ المعدل الحالي متفقدا واحدا لكل ولايتين واحداث خطة مساعد بيداغوجي في اطار تدعيم هذا السلك من اجل كسب رهان الجودة والنوعية من جهة وضمانا لمصلحة الطفل الفضلى من جهة ثانية.