يقع متحف التراث بقلالة المشهورة عالميا بالفخار على أعلى هضبة بجزيرة جربة تدعى هضبة عدلون والتي يبلغ ارتفاعها 52 مترا تطل على لوحة طبيعية رائعة للمنطقة يحضر فيها البحر الازرق والبناية البيضاء والواحة الخضراء الى جانب منظر خلاب لغروب الشمس.وقد شكل متحف التراث بقلالة وجهة عديد الزوار من تونسيين واجانب حيث بلغ عدد زواره فى السنة الماضية 150 الف زائر وذلك لما يجدون فيه من روعة فى الفرجة واستقراء بليغ لمخزون تراثى ثري. وينقسم هذا المتحف الى اجنحة وقاعات للعرض منها معرض دائم لنماذج وعينات مختارة من ابداعات الصناعات اليدوية التقليدية التونسية فى مجال الحلى والمفروشات والملابس مدعومة بمعلقات مكتوبة تتضمن معلومات دقيقة حول نوعيتها وشكلها ومدلولها. ويقدم هذا الفضاء مشاهد مجسمة من خلال تماثيل وموسيقى مصاحبة وديكور مميز تعبر عن مواضيع تتمحور حول المسرات والافراح والعادات والتقاليد الشعبية والمهن التقليدية والخرافات والاساطير وتنقل لقطات تصور نشاطات من المخزون التراثى وعدة ظواهر طريفة واصيلة بدأت تنقرض تعبر عن ثراء مخزون هام من التراث يجمع بين الوظيفى والجمالى. وحاول هذا المتحف ان يختزل المكان فاعطى صورا عن نماذج من ابرز المميزات التراثية لكل منطقة من ربوع تونس يتوفر فيها الاصيل والطريف والجميل. ويحتوى المتحف على عدة قاعات واروقة منها ما هو مخصص لاحتضان عروض دائمة للابداعات في فنون الصناعة التقليدية واخرى لاستقبال معارض فنية دورية للفنون التشكيلية الى جانب اسواق مصغرة تجسم الاسواق التونسية التقليدية من حيث الشكل المعماري والوظيفة مثل سوق الرباع وسوق البركة وسوق العطارين. وفي اطار السعى الى التجديد وتمكين الزائر من اعادة الزيارة يقوم هذا المتحف بادخال اضافات جديدة لاثراء برنامج العرض ليضيف في المجال متحف البحر واخر لجهاز العروس بجزيرة جربة. وقد احيى متحف البحر مشاهد للصيد تكاد تنقرض بالجزيرة ومنها صيد الاسفنج بالغوص وصيد السمك بالدرينة وصيد الاخطبوط بالفخار وبيع السمك بالمزايدة التى لا تزال قائمة في الجزيرة . ويمثل متحف التراث بقلالة احد متاحف ولاية مدنين بما يؤكد دخول المتحف في المجال الثقافي التونسي واهتمام المواطن بمثل هذه الانجازات المرتبطة بالهوية والذاكرة الجماعية .