تحتفل تونس غدا الأحد 31 ماي باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي اختارت له منظمة الصحة العالمية شعار “التحذيرات من مضار التدخين على الصحة”. وتكتسي الاحتفالات في تونس بهذه المناسبة صبغة خاصة هذا العام في ضوء مبادرة رئيس الدولة إعلان سنة 2009 سنة مكافحة ظاهرة التدخين. وتعكس هذه المبادرة التي كانت محل إشادة من قبل منظمة الصحة العالمية الأهمية البالغة التي توليها تونس لصحة المواطن وحمايته من مختلف المخاطر. وتفيد الإحصائيات العالمية بان التدخين يتسبب سنويا في وفاة ثمانية ملايين شخص في العالم وفي ثلث حالات الأمراض السرطانية إضافة إلى الأمراض التنفسية المزمنة وأمراض القلب والشرايين. وقد أظهرت الدراسات والبحوث في تونس بالخصوص ارتفاع نسبة التدخين لدى مختلف فئات المجتمع لتبلغ 35 بالمائة تتوزع بنسبة 55 بالمائة للكهول و12 فاصل 8 بالمائة للمراهقين. وتعتبر آفة التدخين التي تؤدى في تونس إلى وفاة نحو 6850 شخص كل سنة من الأسباب الأولى لعديد الأمراض الخطيرة والمزمنة اذ تسبب نسبة 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة و75 بالمائة من حالات الجلطة القلبية. كما أن 25 بالمائة من الوفيات بأمراض القلب مردها التدخين. وسعيا إلى مكافحة آفة التدخين بادرت وزارة الصحة العمومية بالتعاون مع الأطراف المعنية بضبط خطة عمل تهدف الى التقليص في نسبة المدخنين بمعدل نقطتين سنويا وذلك من خلال تجذير سلوك رافض للتدخين لدى كل الفئات وتعميق الوعي بالآثار الوخيمة لهذه الافة على الصحة فضلا عن كلفتها الاجتماعية والاقتصادية الباهظة. وتتضمن هذه الخطة تكثيف التوعية والتحسيس عبر إطلاق حملة واسعة في مختلف وسائل الإعلام وتوجيه رسائل قصيرة بصفة دورية عبر شبكة الهاتف الجوال فضلا عن تكثيف الانشطة الميدانية الموجهة لمختلف الفئات لاسيما الأوساط المدرسية والجامعية والمهنية الى جانب مرتادي المؤسسات الصحية والفضاءات الرياضية والثقافية. كما تتضمن الخطة تسهيل النفاذ الى خدمات عيادات المساعدة على الاقلاع عن التدخين عبر مزيد تعميم هذه الفضاءات على مختلف الجهات. وسيتم تركيز 60 عيادة جديدة تضاف الى العيادات الموجودة حاليا وعددها 21 عيادة0 كماشرعت الوزارة بالتعاون مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض في تكوين دفعة أولى من أطباء الخطوط الامامية في القطاعين العمومي والخاص في مجال التحسيس بمضار التدخين والتكفل بالراغبين في الاقلاع عنه0 ويشمل برنامج التكوين 1800طبيب خلال سنة 2009. وتقرر في نفس الاطار توفير الجرعات الاولى عن المعوض النيكوتيني والحبوب المعالجة للادمان بصفة مجانية مع مزيد الضغط على أسعار هذه المواد. كما تعتمد خطة العمل المذكورة على تفعيل قانون تحجير التدخين بالفضاءات ذات الاستعمال الجماعي مع اعطاء الاولوية الى الموءسسات الصحية والتربوية وتوسيع التحجير بصفة تدريجية على المقاهي والمطاعم والموءسسات السياحية. وتم بالخصوص تكوين وتأهيل 1730 عونا من أعوان الصحة في مجال المراقبة ورفع المخالفات لمعاضدة جهود أعوان الضابطة العدلية فضلا عن تشكيل لجان جهوية في كافة الولايات لمراقبة الفضاءات المستهدفة. وتدعو الخطة الى تفعيل دور المجتمع المدني في مكافحة ظاهرة التدخين من خلال مزيد تعبئة قدرات المنظمات والجمعيات وتوظيف حضورها الميداني. وفي هذا الصدد وتجسيما لتوصيات رئيس الدولة يجرى الاعداد لتنظيم ندوة وطنية بداية شهر جوان حول /دور المنظمات والجمعيات في مكافحة ظاهرة التدخين/ ينتظر ان يتوج بميثاق وطني يعبر عن التزام هذه المكونات بالاسهام الفاعل في تجسيم المبادرة الرئاسية بجعل2009 سنة لمكافحة التدخين. وتندرج مجمل هذه الجهود ضمن مقاربة تنموية وطنية تراهن على الثروة البشرية لاستحثاث نسق الرقي والتقدم0 فقد تمكنت تونس من تحقيق نقلة بارزة في القطاع الصحي على مدى العقدين الاخيرين تبرز خاصة من خلال التوفق في القضاء على عديد الامراض والاوبئة والسيطرة على أمراض الجديدة والمستجدة فضلا عن التطور المطرد لمختلف الموءشرات الصحية على غرار موءمل الحياة عند الولادة 4ر74 سنة ونسبة التغطية الطبية طبيب لكل 940 ساكن ومعدل التغطية العامة بالتلاقيح 98 بالمائة ونسبة وفيات الاطفال 17 بالالف . ويتم تنفيذ برنامج خصوصي بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين بهدف دعم الوعي العام بمضار التدخين وفوائد الامتناع عنه. ويشتمل على تظاهرات علمية تثقيفية وتنشيطية بالفضاءات العمومية بكافة ولايات الجمهورية. واستعرض السيد محمد بن العائبة مدير عام الصحة بوزارة الصحة العمومية خلال لقاء صحفي صباح السبت بممثلي وسائل الاعلام الوطنية محاور البرنامج التحسيسى لهذه المناسبة يتضمن بالخصوص تمرير ومضات تحسيسية سمعية وبصرية حول مضار التدخين انجزت بالتعاون مع موءسسات اتصالية متطورة وتستهدف فئة الشباب والمراهقين. ويجرى تنظيم عروض موسيقية وتوظيف الاغاني المتناولة للموضوع وتعليق لافتات وملصقات بالاماكن العمومية والاوساط المهنية والمدرسية ووسائل النقل العمومية. كما تواصل تنظيم حملات توعوية ومسابقات كبرى بعدد من الفضاءات التجارية الكبرى بالبلاد التونسية من 25 الى 31 ماى ببادرة من وزارة الصحة العمومية وبالتعاون مع الهياكل المعنية ومنظمة الصحة العالمية. ووقع اثراء حصص اذاعية وتلفزية حول التدخين بشهادات حية لمصابين بامراض ناجمة عن التدخين. كما يجرى تنظيم تظاهرات تحسيسية بكل الملاعب الرياضية وبرمجة حصص علمية ثقافية تستهدف الطلبة والتلاميذ ورواد دور الثقافة والشباب لا سيما ايام مفتوحة بكليات الطب بتونس وبرنامج ترفيهي بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس. وفي نفس الاطار ينطلق غدا الاحد الماراطون العربي الثاني لمكافحة التدخين بمدينتي ميدون وجربة. وتبقى الجهود المبذولة في مجال مكافحة التدخين بتونس مرتكزة بالاساس على التبصير بمضار التدخين ومخاطره لتجذير سلوك رافض للتدخين وبلوغ الهدف المشترك المتمثل في مقاومة إغواء السيجارة الاولى التي عادة ما تقترن بسن 13 عاما لدى الناشئة.