” توحيد التقويم الهجرى ” ذلك هو موضوع الندوة العلمية التي تحتضنها تونس اليوم الخميس في اطار سعيها الموصول الى وضع منهج موحد لضبط بدء الشهور القمرية وانتهائها وتوحيد صفوف الامة الاسلامية في الاحتفال بايامها الماثورة وشعائرها. ويواكب اشغال هذه التظاهرة العلمية الهامة التي تنظمها وزارة الشوءون الدينية بالاشتراك مع الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي وبالتعاون مع مجمع الفقه الاسلامي الدولي بجدة عدد هام من اهل الفقه والعلم الذين تابعوا باهتمام مختلف مداخلات الاساتذة المختصين في العلوم الدينية الوافدين من بلدان اسلامية شتى وثلة من العلماء الامناء للفلك والارصاد الجوية والذين وان اختلفت اراؤهم واجتهاداتهم حول التقويم الهجرى فقد ابدوا جميعا استعدادا تاما لتجاوز اسباب الانقسام بين المسلمين في المناسبات الدينية والعمل على ايجاد صيغة توفيقية ترضي مختلف الاطراف وتمكن من توحيد مطالع الاشهر ومواعيد الاعياد الدينية. واكد السيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها بالخصوص الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية والسيدان اكمل الدين احسان اوغلي الامين العام لمنظمة الموءتمر الاسلامي وعبد السلام العبادى الامين العام لمجمع الفقه الاسلامي ما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي للعمل الاسلامي المشترك من عناية موصولة ومن حرص على مد جسور الوئام والتضامن والتعاون في كل المجالات لاسيما مع البلدان الشقيقة التي تجمعها بتونس عرى الدين واللغة والتاريخ.. واشار الوزير الى ان ما يجمع بين المسلمين من روابط الايمان والعقيدة والتطلعات حرى ان يوثق عرى التواصل والتكامل والتضامن بين الاشقاء في السراء والضراء للسير قدما في تحقيق الرقي الحضارى المنشود. وبين في هذا السياق ان قضية الاختلاف في تحديد مواعيد الاعياد والمواسم تظل من ابرز شواغل المسلمين في المشرق والمغرب مذكرا باتفاق المسلمين على ان الشهر القمرى يكون تسعا وعشرين ويكون ثلاثين لكنهم يختلفون في كيفية تحديده سواء باعتماد الروءية او الحساب. واوضح الوزير انه من الاجدى وعلى غرار ما هو معمول به في تونس منذ التغيير الجمع بين ما وصل اليه الحساب وبين الروءية بما يضمن الالتزام بالنص من جهة واليقين العلمي من جهة اخرى مبينا ان الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور اعتمد منذ النصف الثاني من القرن الميلادى الماضي هذا المنحى حيث اكد ان اعتماد الحساب في مداخل الشهور العربية لا يصادم اصلا من اصول الدين الاسلامي ولا يخالف احكامه وان المسالة في اصلها عادية لا عبادية. وبعد ان اوضح ان الاسلام دين يجمع ولايفرق وييسر ولا يعسر ويتلائم مع كل زمان ومكان وهو دين العلم والتطور والاجتهاد اكد السيد بو بكر الاخزورى ان تجاوز المسلمين لمعضلة الاختلاف في هذه القضية يعد اسمى ما تصبو اليه تونس بهدى من الرئيس زين العابدين بن علي . وعبر السيد اكمل الدين احسان اوغلي الامين العام لمنظمة الموءتمر الاسلامي في كلمته عن بالغ الشكر والامتنان لتونس التي احتضنت هذه الندوة وللرئيس زين العابدين بن علي لرعايته الدائمة للشان الاسلامي بما يعزز مكانة الاسلام والمسلمين. واكد انه من الضرورى ضبط تقويم هجرى موحد يعزز شعور الامة الاسلامية بالانتماء الى دين مشترك ويرسخ قيم الاسلام وتقاليده في وقت تشن فيه حملات على المسلمين تستهدف النيل من رموزهم الدينية ومن مقدساتهم. ولاحظ انه لم يعد بامكان المسلمين اليوم التذرع بعدم قدرتهم على ضبط مواعيد الاعياد الدينية في ظل تطور وسائل الرصد الفلكي وحساب الازمنة ووسائل القياس وتكنولوجيا المعلومات. واوضح انه لايوجد اى تناقض بين العلم والدين في هذه المسالة داعيا الامة الاسلامية الى توحيد صفوفها والتنسيق في ما بينها والتضامن في انشطتها لتجاوز هذا الاختلاف . وذكر في هذا السياق بما بذلته منظمة الموءتمر الاسلامي من جهود لاعداد تقويم هجرى موحد تلتزم بمقتضياته كافة البلدان الاسلامية من منطلق الايمان بان المناسبات الدينية فرصة لتقريب قلوب المسلمين في اوقات محددة ومشتركة. وابرز الدور الذى يمكن ان يضطلع به مجمع الفقه الاسلامي الدولي في حسم هذه المسالة فقهيا وعلميا قبل ان تتدخل المنظمة لاخذ القرار السياسي في هذا الشان.