أخبار تونس- شهر رمضان الذي استقبلته تونس مع سائر الدول العربية و الإسلامية، هو فرصة متجددة لتصحيح السلوك الإنساني والفهم الصحيح للمقاصد الشريعة.. فرمضان ليس فقط مناسبة دينية لها مكانتها المتميزة لدى العباد وفي البلاد ، بل هو فصل التقوى والعمل المفيد والسلوك القويم لذلك يستعد له كل التونسيين والتونسيات وعموم المسلمين أيما استعداد احتفاء به من خلال فعل الخيرات والطاعات وإحياء لياليه بالعبادة. ولقد أكد رئيس الدولة في الكلمة التي توجه بها للتونسيين بالمناسبة أهمية رمضان و قيم الفضيلة والعادات الأصيلة والعمل المفيد والسلوك القويم داعيا إلي التشبث بالهوية الوطنية التي تعزز الخصوصيات الحضارية لبلادنا وتكرس القيم الإنسانية النبيلة التي جاءت بها تعاليم ديننا الحنيف فضلا عن حثه لوزير الشؤون الدينية بمواصلة العناية ببيوت الله ليجد فيها روادها ما ينشدونه من مناخ السكينة والخشوع وبتكثيف الدروس والمحاضرات والمسامرات الدينية الرامية إلى التبصير بمقاصد الإسلام السامية وقيمه السمحة تعزيزا لخصوصياتنا الحضارية. كما تجند معظم الوزراء للإشراف على عملية توزيع المساعدات النقدية والغذائية والملابس على العائلات محدودة الدخل والمعوزة في كافة جهات البلاد وذلك بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم وهي سنة حميدة دأب الرئيس بن علي على ترسيخها. وتتكون المساعدات المقدمة من عينية تقدر ب 500 طن من المواد الغذائية ستوزع في شكل 25 ألف طرد للعائلات المعوزة بمختلف جهات البلاد بمعدل 20 كلغ للطرد الواحد كما ستتمتع 24 ألف عائلة بمساعدات نقدية بقيمة 600 ألف دينار تقدر ب 25 دينار للعائلة الواحدة أما مساعدات موائد الإفطار فسيبلغ عددها 75 مائدة لفائدة 10500 منتفع. وبمناسبة عيد الفطر سيتم تقديم مساعدات عينية للعائلات المعوزة في شكل طرود يقدر عددها ب 25 ألف طرد تشتمل على 300 طن من المواد الغذائية كما ستنتفع 24 ألف عائلة معوزة بمساعدات نقدية بمعدل 20 دينار للعائلة الواحدة وبمجموع 480 ألف دينار أما المساعدات الكسائية فتتمثل في 5 ألاف طرد في إطار برنامج الملبس الوطني للتضامن لتوزع على الجامعات واللجان الجهوية للتضامن الاجتماعي وعدد من المؤسسات والمنظمات التي تعني بالطفولة. ولا يقتصر هذا العمل التطوعي على النخب السياسية وإنما يمتد ليشمل كافة مكونات المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب وأفراد ليتحول التضامن والتكافل الاجتماعي إلى ثقافة وعادة تسم سلوك المواطن التونسي وهذا ما يتجلى في مبادرة المنظمة التونسية للأمهات التي أطلقت تظاهرة تضامنية “1000 قفة رمضان” تهدف إلى توزيع 1000 سلة تحتوي مساعدات غذائية لفائدة أصحاب الدخل الضعيف. ولأن شهر رمضان هو شهر مبارك وذو مكانة خاصة حيث يقبل فيه جمع المصلين على المساجد لأداء صلاة التراويح وبقية الفرائض فقد حرصت وزارة الشؤون الدينية على الاستعداد مبكرا لهذا الحدث الجليل وذلك عبر تزيين وتزويق المساجد لاستقبال روادها في أبهى حلة، وهي عادة تندرج ضمن الاهتمام المتزايد الذي توليه القيادة السياسية لبيوت الله، تشييدًا وترميمًا وصيانةً وتجهيزًا. كما تحرص السلط المشرفة على توفير كافة الاحتياجات الضرورية خلال هذا الشهر الذي تقبل فيه الأسر التونسية على التسوق بكميات كبيرة ويرتفع الاستهلاك عن المستوى العادي، وذلك عبر تزويد الباعة ومتابعة الأسعار، وقد أدى مؤخرا السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية زيارة متابعة إلى السوق المركزية وعدة أسواق أخرى في العاصمة وذلك قصد متابعة سير المعاملات التجارية من حيث التزويد ووفرة المنتوجات فضلا عن الاطلاع على الأسعار المعمول بها ومدى احترام مقاييس الجودة. كل هذه الإجراءات تجعل من شهر رمضان فرصة إضافية لإبراز المد التضامني في تونس ولتجسيم السياسة الاجتماعية التي رسخها الرئيس بن علي.