أخبار تونس- حفاظا على المنتوج السياحي التونسي الزاخر بالمعالم الأثرية في كامل تراب الجمهورية تم الانتهاء من تهيئة و صيانة أشغال المدينة العتيقة بنفطة الضاربة في التاريخ و التي بنيت منذ ما يزيد عن 400 سنة وكان العرب قديما يسمونها ب “الكوفة الصغرى” لاشتهارها بالأدباء والعلماء. و شملت الإصلاحات ترميم ما تداعى للسقوط حفاظا على الخصائص المعمارية لمنطقة الجريد باعتماد المواد المحلية سيما الآجر التقليدي الملون وخشب النخيل. وقامت الأشغال على إعادة تغليف الواجهات بالأجر التقليدي وتغيير أبواب حديدية بأبواب من خشب النخيل وتبليط وتنوير أنهج وأزقة المدينة العتيقة والعناية بمداخلها والطرق المؤدية إليها بتمويل قيمته 150 ألف دينار قدمه صندوق حماية المناطق السياحية بالتعاون مع بلدية نفطة. وقد حظيت هذه المنطقة منذ سنوات بتدخلات عديدة للتهيئة والصيانة بقيمة 705 ألاف دينار خصصت لترميم البناءات وتغليفها بالأجر التقليدي وإعادة تسقيف بعض الانهج المسماة ال”براطيل” بخشب النخيل. وتعتبر المدينة العتيقة “علقمة “بنفطة من أكثر مناطق الجهة جذبا للسياح لما تتميز به إلى جانب خصائصها المعمارية الفريدة من ثراء المتاحف التقليدية على غرار متحف دار الهويدى ومتحف العادات العربية والبربرية ولما تشتمل عليه من أسواق عتيقة ومقاهي ومحلات بيع منتوجات الصناعات التقليدية فضلا عن وجود مجموعة هامة من المساجد والزوايا. وتتميز المدينة العتيقة بارتفاع المباني والتحامها وتسقيف الانهج والمساكن بخشب النخيل وبأزقتها الضيقة والملتوية بما يكفل التوخي من حرارة الصيف. وقد ساهم مشروع دراسة وإحياء مدن الواحات في إطار الشراكة بين المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير وجامعة ريجيو كلابريا الايطالية فى الحفاظ على الخصائص المعمارية وتثمين الموارد الطبيعية المستعملة في البناء التقليدي مع تكوين مجموعة من الحرفيين والتقنيين من أبناء مدينة نفطه للمساهمة في إحياء هذا التراث المعماري. كما صنف الديوان الوطني التونسي للسياحة هذه المنطقة من المراكز السياحية الهامة خصوصا بعد تدخلات صندوق حماية المناطق السياحية ووظفها في مجال السياحة الثقافية بالاعتماد على بعض المتاحف التي تبرز عادات وتقاليد مدينة إسلامية ذات طابع معماري فريد.