أخبار تونس – تمتد العلاقات بين تونس وليبيا الى عهود بعيدة وهي علاقة تتسم بالتعاون وبالتواصل المثمر وفق ما تقتضيه علاقة حسن الجوار والتوادد بين القطرين الشقيقين. وفي اطار تمتين العلاقة بين القطرين في شتى المجالات والميادين، عقدت بتونس يوم الخميس جلسة عمل تونسية ليبية باشراف السيد منذر الزنايدى وزير الصحة العمومية ونظيره الليبي السيد محمد محمود الحجازى، وحضر الجلسة كل من كاتبة الدولة المكلفة بالمؤسسات الاستشفائية والمندوب العام للجماهيرية الليبية بتونس. وتم في هذه الجلسة تدارس سبل تعزيز التعاون الثنائي الصحي وتطوير مختلف مجالاته واستعرض الطرفان بالمناسبة علاقات التعاون والاخوة المتميزة التي تجمع تونس والجماهيرية الليبية. ومن بين المواضيع التي تم التطرق اليها في الاجتماع ضرورة التعاون في مجالات تاهيل الموارد البشرية وتسيير المؤسسات الاستشفائية وتبادل المعطيات بشأن الامراض المعدية المستجدة. كما تناولت الجلسة السبل الكفيلة بتفعيل الشراكة في مجال مراقبة وشراء وتصنيع الادوية والامصال والتلاقيح، بالاضافة الى دعم التعاون في تكوين وتدريب الاطارات الطبية وشبه الطبية. وأكد الطرفان المجتمعان في الجلسة على جدوى تنسيق الجهود المشتركة على المستوى المغاربي في التوقى من فيروس اى ايتش1 ان1 وتدعيم جاهزية المنظومات الصحية لبلدان المنطقة من خلال تعزيز الفرق الطبية العاملة في الميدان وتكثيف الاجراءات التوعوية لمواجهة الانفلوانزا. واستعرض السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية المؤشرات الصحية المتميزة التي توفقت اليها تونس بما اتاح خلال العقدين الاخيرين احداث نقلة بارزة في المجال مثمنا المكاسب الرائدة التي حققها القطاع الصحي فى الجماهيرية الليبية والجهود الحثيثة المبذولة لتعزيزها واثرائها. وابرز الوزير الحركية الهامة التي شهدها التعاون الثنائي خلال سنة 2009 وخاصة من خلال انعقاد المعرض التونسي الليبي الاول للخدمات الصحية واجتماع طرابلس حول تطوير الشراكة في قطاع الادوية في جوان الماضي. ومن جهة أخرى أعرب أمين اللجنة الشعبية العامة للصحة والبيئة عن رغبة الجماهيرية في تفعيل الشراكة مع تونس في جميع مجالات التعاون الصحي فى ضوء عملية التاهيل التي تشهدها المنظومة الصحية الليبية. وزار السيد محمد محمود الحجازى إثر الجلسة مصحة البحيرة الخاصة التي يفد عليها سنويا أكثر من 3 آلاف من المرضى الليبيين حيث تعرف بالخصوص على الوحدة الجديدة للاشعة والقسطرة التي تم احداثها بكلفة 3 ملايين دينار. كما أدى الحجازى زيارة الى مركز الاصابات والحروق البليغة ببن عروس حيث أطلع على مكوناته وتجهيزاته وأنشطة مختلف أقسامه. وعبر بالمناسبة عن إعجابه بهذا الانجاز الهام لما يتميز به من حسن تنظيم وجودة خدمات معبرا عن تقديره لجهود الإطار الطبي وشبه الطبي والادارى وكل الاعوان العاملين بالمركز في الاحاطة بالمرضى. وأكد استعداد بلاده لبحث برنامج تعاون ثنائي مع تونس في مجال معالجة الحروق البليغة. يذكر أن مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس الذي دشن يوم 16 نوفمبر 2008 من قبل رئيس الدولة يعد من أبرز وأهم المنشآت الطبية في تونس. ويمتد المركز على مساحة 6 هكتارات وتبلغ طاقة استيعابه 180 سريرا وتتوزع أقسامه على 6 طوابق متوفرة على أحدث التجهيزات الطبية.وبلغت تكاليف انجازه وتجهيزه أكثر من 33 مليون دينار.