أخبار تونس – يمثل معرض “تيليكوم 2009′′، المنعقد في قصر المعارض بجنيف في الفترة الممتدة ما بين 5 و9 أكتوبر الجاري، فرصة هامة للدول الساعية لاتخاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصال وسيلة فعّالة لتجاوز التأثيرات الناجمة عن الأزمة المالية والإقتصادية. وكان لتونس حضور بارز في هذا المعرض الدولي وذلك من خلال مشاركة وفد ترأسه السيد الحاج قلاعى وزير تكنولوجيات الاتصال والذي قدم محاضرة في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى التي تم تخصيصها لمواضيع تتصل بانترنات الغد وتطوير الشبكات ذات التدفق العالي. وانتظم المعرض بمشاركة السيد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة وعدد هام من الوزراء المكلفين بتكنولوجيات المعلومات والاتصال وروساء كبريات شركات الاتصالات والموسسات الدولية الخاصة. وساهم في احياء فعاليات معرض “تيليكوم 2009′′ الذي سجل أكثر من 40 ألف زائر، حوالي 450 عارضا قدموا من حوالي 50 بلدا من بينها دول عربية مثل العربية السعودية ومصر والأردن وسوريا واليمن والسودان. واستعرض الوفد التونسي أهم الخطوط الكبرى للسياسة الرائدة لتونس في مجال تنمية قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال الهادفة الى تعميم النفاذ وتطوير الخدمات والشبكات الرقمية عالية الجودة. ولقد قطعت تونس أشواطا متقدمة في ميدان تحديث شبكات الاتصال والمعلومات خاصة في ما يتعلق بتعصير البنية التحتية بهدف مضاعفة عدد مستعملي الانترنات والتخفيض في التعريفات ونشر الثقافة الرقمية. ويرجع نجاح تونس في هذا المجال الى التدابير العديدة المتخذة لتعميم النكنولوجيات العصرية ولتيسير النفاذ الى شبكة الانترنات بتعريفات في متناول مختلف شرائح المجتمع. ومن جهة أخرى كان السيد الحاج قلاعى قد أجرى على هامش تظاهرة معرض “تيليكوم 2009′′ بجنيف عدة لقاءات مع عديد المسؤولين وأصحاب المؤسسات العالمية، من ذلك محادثاته مع السيد جون تى شامبرز رئيس مؤسسة سيسكو العالمية ومع السيد سوبتشاى بانيتشباكدى الامين العام لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية. وأكد الوزير خلال هذه اللقاءات على ما تتمتع به تونس من مناخ يشجع على الاستثمار نظرا لتوفر اطار قانونى ملائم ونظرا كذلك لتوسيع مشاريع الاقطاب التكنولوجية المختصة في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال والموارد البشرية عالية الكفاءة. وأشاد السيد سوبتشاى بانيتشباكدى الامين العام لمؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية بمناسبة انعقاد المعرض بمساهمة تونس الفعالة في انجاح البرامج المتصلة بالتكوين المختص في مجال السلامة المعلوماتية والموجهة لفائدة البلدان النامية والصاعدة من خلال هيكل قار بذاته هو الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية. وأبدى السيد سوبتشاى بانيشباكدى حرص المنظمة الأممية على ضمان مشاركة نشيطة ومكثفة للبلدان في المنتدى العالمي لتكنولوجيات المعلومات والاتصال تونس زائد 4 المزمع تنظيمه في تونس خلال يومي 24 و 25 نوفمبر المقبل. أما السيد حمدون توري الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات فقد نوه بجملة المشاريع والانشطة التي من شأنها المساهمة في مزيد تدعيم آفاق التعاون المثمر بين تونس وهذا الهيكل الاممى وخاصة في اطار الجهود المبذولة لتنفيذ توصيات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات تونس 2005. وكان لمعرض “تيليكوم 2009′′ بجنيف صدى طيب مما أفرزه من مناقشات مثمرة تتعلق بكيفية مساهمة قطاع تكنولوجيا الإتصالات في تعزيز الإنتعاش الإقتصادي للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية الحالية. وخصّص حيز هام في المعرض للإبتكارات الجديدة في ميدان تكنولوجيا الإتصالات، (مثل نموذج الإنترنت المستقبلي، أو تطوير شبكات الإتصال ذات السعة الكبرى، والنماذج الجديدة لنظم الاتصال، ومستقبل ونفقات محاربة الجريمة السيبرانية. وتناولت الجلسات أيضا كيفية إسهام تكنولوجيا الإتصال في تخفيف أعباء الأزمة على الدول النامية أو تحقيق أهداف الألفية واحترام حقوق الملكية الفكرية والحد من تأثيرات التغيرات المناخية.