أخبار تونس يعيش العالم المعاصر على وقع ثورة تكنولوجية كبيرة، تبعتها أيضا ثورة رقمية لا تقل عنها شأنا، و بذلك أصبحت وسائل تكنولوجيا الاتصال و الإعلام ضروري في حياة الأفراد و بصفة يومية و هي تحقق بمرور الأيام زحفا هائلا، فنجدها حاضرة تقريبا في كل الاستعمالات و في مختلف المجالات: العمل و التعليم والترفيه... و قد ساهمت مختلف هذه التطورات في خلق جيل جديد يقبل بقوة على استعمال الانترنات، كما هو الشأن في تونس. إذ بلغ العدد الجملي للمشتركين على الشبكة الاجتماعية ” فايس بوك”، في تونس 808.500 مشتركا أي بنسبة 28.88 بالمائة. أما نسبة المشتركين حسب الجنس بين إناث و ذكور، فبلغت 60.07 بالمائة بالنسبة للذكور أي ما يعادل 502.920 مشتركا، أما الإناث، فوصلت نسبتهم إلى 39.3 بالمائة أي ما يقارب 325.060 مشتركة وذلك حسب آخر إحصائية صادرة بتاريخ 14أكتوبر(2009)، عن موقع “تشاك فايس بوك بوان كوم”(checkfacebook.com). المشتركون التونسيون يحققون أرقاما قياسية على شبكة الفايس بوك و تعتبر تونس بنسبة 28.64 بالمائة من البلدان التي حققت رقما قياسيا في استعمال شبكة “الفايس بوك” و ذلك مقارنة بالبلدان التالية: إسبانيا ( 24.52 بالمائة) و البرتغال ( 16.35 بالمائة) و مصر ( 18.09 بالمائة) والسعودية ( 17.33 بالمائة)... أما عن الفئة العمرية الأكثر حضورا على شبكة “الفايس بوك” و المولعة أكثر باستعمالها، فتعتبر فئة الشباب من عشاق هذه المنظومة الافتراضية العالمية.إذ بلغ عدد المشتركين الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة، على هذه الشبكة حوالي 340.500 منخرطا أي ما يعادل نسبة 42 بالمائة. في حين بلغت نسبة المشتركين المتراوحة أعمارهم بين 25 و 34 سنة 29.1 بالمائة، أما الفئة العمرية ما بين 14 و17 سنة فتصل نسبة اشتراكهم إلى 16.8 بالمائة. و من الأسباب التي تكمن وراء هذا الإقبال المفرط على هذه الشبكة، بعث أكثر من حساب; واحد للتسلية و لملاقاة الأصدقاء و آخر للعمل و تحصيل المعرفة ولإجراء الاتصالات المهنية. و لكن ما هو ملفت للانتباه في هذا الجانب أن تونس رغم أنها لا تتمتع بكثافة سكانية عالية، فإن عدد المشتركين بها كبير و ذلك مقارنة بالمغرب خاصة. إذ رغم أن عدد سكان المغرب يقدر بأكثر من 34 مليون ساكن، فإن عدد مستعملي شبكة “الفايس بوك” بها قد بلغ 954.280 مشتركا أي بفارق يقدر ب 14.46 بالمائة. و تعتبر تونس بعدد المشتركين الذي وصلت إليه الأقرب إلى فرنسا حيث وصل عدد المنخرطين في هذه الشبكة حوالي 30.48 بالمائة. في حين تظل أعلى نسبة لرواد “الفايس بوك” بالولايات المتحدةالأمريكية حيث وصل عدد مشتركيها إلى 47.95 بالمائة أي ما يعادل 87.277.480 مليون مشتركا. و أما بعض الأقطاب الأخرى و التي تعيش عدم الاستقرار نسبيا مثل العراق، فوصل عدد المشتركين بها إلى 31.53 بالمائة، و ذلك يبين أهمية هذه الشبكة و قوة تأثيرها على المبحرين على شبكة الأنترنات. غير أن البلدان الآسيوية قد سجل عدد المشتركين بها أقل نسبة، إذ نلاحظ أن هذه الشبكة الافتراضية لا تستقطب الكثير من الأفراد من متساكني هذه الأقطاب، حيث بلغت نسبة المشتركين باليابان 0.75 بالمائة و 0.93 بكوريا الجنوبية و 0.01 بالمائة بالصين... إلا أن عدد المشتركين و الإقبال المكثف على شبكة ” الفايس بوك” لا يعكس بالضرورة درجة تقدم الشعوب رغم أنها تعتبر مؤشرا إيجابيا في الإقبال على التكنولوجيات الحديثة.