أخبار تونس تعيش تونس اليوم 25 أكتوبر على وقع انطلاق الانتخابات الرئاسية و التشريعية 2009 في 26 دائرة انتخابية في مختلف جهات البلاد و ذلك منذ الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة السابعة بالتوقيت العالمي) على أن تتواصل حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الساعة الخامسة بالتوقيت العالمي). هذا وقد ألقى الرئيس زين العابدين بن علي كلمة بالمناسبة وذلك أمس السبت 24 أكتوبر جاء فيها أساسا أن الانتخاب حق و واجب وطني و سبيل تجلي الإرادة الشعبية و عبر عن عميق تقديره لكل أعضاء القائمات المترشحة لما تحلوا به من سلوك سياسي رشيد أثناء الحملة الانتخابية. إذ ورد في خطابه: ” يقبل الناخبون و الناخبات غدا على مكاتب الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية و أعضاء مجلس النواب و ليمارسوا حقا أساسيا و يؤدوا واجبا وطنيا به تتجلى إرادة الشعب و حرية اختياره.” و أكد بالمناسبة على أهمية الأجواء التي هيأها “المرصد الوطني للانتخابات الرئاسية والتشريعية” لتتم في ظروف طيبة تميزها الشفافية و النزاهة و علوية القانون. إذ وضح سيادته قائلا: ” إن إرادة شعبنا فوق كل إرادة و إن الاحتكام لصناديق الاقتراع و القبول بنتائجها من جوهر الممارسة الديمقراطية فتونس دولة القانون و المؤسسات و القانون فيها فوق الجميع و الجميع أمامها سواسية. و لن نسمح بأي تجاوز أو تدليس أو تزييف لإرادة الشعب.” أما المترشحون للأنتخابات الرئاسية فهم الرئيس زين العابدين بن علي، رئيس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي و أحمد إبراهيم الأمين الأول لحركة التجديد ومحمد بوشيحة أمين عام حزب الوحدة الشعبية وأحمد الاينوبلي أمين عام الاتحاد الوحدوي الديمقراطي . أما بالنسبة للانتخابات التشريعية فنجد في قائمة المرشحين لها 1080 مترشحا عن تسعة أحزاب هي التجمع الدستوري الديمقراطي و حركة الديمقراطيين الاشتراكيين و حزب الوحدة الشعبية و حركة التجديد و حزب الخضر للتقدم و الحزب الاجتماعي التحرري والاتحاد الوحدوي الديمقراطي و التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات و الحزب الديمقراطي التقدمي و عدد من القائمات المستقلة. و تأتي هذه الترشحات في إطار تكريس مبدأ الديمقراطية و التعددية السياسية و ما يميز انتخابات هذه السنة اتساع خارطة حضور أحزاب المعارضة الوطنية في البرلمان لتيلغ نسبة 25 بالمائة، هذا فضلا عن تأكيد حضور المرأة للوصول إلى 35 بالمائة في مواقع القرار. كما أنه و في إطار الحرص على تشريك الشباب في الحياة السياسية و الإصغاء إلى تطلعاته تم الإعلان على إمكانية مشاركة الشبان الذين بلغوا سن الثامنة عشرة في التصويت لاختيار رئيس الدولة و ممثليهم في البرلمان من أحزاب و ذلك حسب القانون الانتخابي الصادر بتاريخ 13 أفريل 2009. و تتجه الأنظار التونسية و العربية و الدولية إلى هذا الحدث السياسي الهام الذي سيرسم ملامح تونس الحديثة. إذ حل بتونس مجموعة من الملاحظين والصحفيين الأجانب من البلدان الشقيقة و الصديقة و ذلك لمواكبة عمليات التصويت في مختلف نقاط دوائر الانتخاب. و كان الرئيس زين العابدين بن علي الرئيس الحالي للدورة 2004 2009 عن عميق ترحابه بمختلف الوافدين من الضيوف و أوصى بحرصه على تيسير مهمتهم. إذ ورد في خطابه:” و قد أصدرنا التعليمات لتسهيل عمل الملاحظين و تمكينهم من متابعة سير عملية الاقتراع في أفضل الظروف. كما أتحنا إمكانية متابعة هذه الانتخابات لكل من عبر عن رغبته في ذلك من البلدان الشقيقة و الصديقة.” و تابع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والملاحظين الدوليين منذ صباح اليوم 25 أكتوبر، عملية الاقتراع داخل مكاتب التصويت التي كانت متميزة بالشفافية وحياد الإدارة. حيث تنقلت “أخبار تونس ” و تابعت السير الطبيعي للانتخابات في عدد من المراكز المتواجدة بالعاصمة وأحوازها واستمعت إلى أراء بعض المواطنين حول سير العملية الانتخابية. وفي مدرسة نهج قليبية بباب الخضراء، أكدت السيدة خيرة أنها معتادة على المشاركة في الانتخابات وتحرص على الإدلاء بصوتها لإيمانها بانه واجب وطني أكيد فبرغم بساطة عملية الاقتراع، سيكون لصوتها صدى لدى المرشحين لمزيد من العمل بما ينفع البلاد والناس . وأضافت أن الذي شد انتباهها أن الجميع كانوا حريصين على تقديم المساعدة للناخب بكل أريحية. أما السيد الدخلاوي وهو رئيس مكتب بمدرسة نهج قليبية فقد أشار أن نسبة الإقبال على المكتب في هذه الانتخابات طيبة إجمالا وقد بلغ مجمل الناخبين إلى حد الساعة الحادية عشرة موعد زيارتنا للمكتب 45 بالمائة من جملة المرسمين به والبالغ عددهم 615 من المنتخبين المسجلين وأضاف أن الحرص كان شديدا على الشفافية و الحياد بالنسبة لكل المرشحين ولكل القوائم . وفي مدرسة “حنبعل الخاصة ” بالمنار حيث انتقلنا لمتابعة أجواء التصويت، كانت حركة الناخبين سلسة من وإلى المركز من كل الشرائح الاجتماعية وأكد رئيس المكتب السيد الحمايدي أن نسبة المشاركة بمكتبه بلغت قبيل منتصف النهار 35 بالمائة من جملة عدد المسجلين لديه والبالغ عددهم 650 ناخبا. وأشارت السيدة مريم إحدى المواطنات إلى أهمية الحدث الذي يبرز بحق نضج التجربة الديمقراطية التونسية مفيدة أن الاقتراع اليوم يتم بالوضوح والمسؤولية التامة للناخب حيث الخلوة هي وضميره المقرران لاختياره . والاختيار الحر هو مسؤولية لا يمكن الهروب منها خاصة وأن الرئيس شدد على ذلك . وكان أعضاء الوفد الإعلامي الذي تابع العملية الانتخابية، قد عبر ل “أخبار تونس” عن رضاهم عن سير العملية الانتخابية التي تابعوها حيث لم يلاحظوا تدخلا يعكر مصداقيتها ولم يلمسوا من خلال حديثهم مع بعض الناس ما يشوبها. وكان عدد كبير من ممثلي الصحافة الدولية المرئية والمسموعة والمكتوبة قد جابوا العديد من مراكز الاقتراع في العديد من مناطق العاصمة وولايات أريانة وبنزرت و منوبة وكانت لهم أحاديث ولقاءات مع عدد من المنتخبين . هذا و تجدر الإشارة إلى أنه و في إطار الحرص على ان تتم الانتخابات الرئاسية و التشريعية في كنف النزاهة والشفافية و لضمان حق المواطن و المرشح، تم بعث مرصد و طني للانتخابات تحت إشراف السيد عبد الوهاب الباهي و مجموعة من الشخصيات المعروفة باستقلاليتها تسهر على متابعات كل المراحل الانتخابية ورصد كل ما من شأنه أن يخل بعملية التصويت من خروقات أو عمليات تزوير. و تجرى الانتخابات التونسية مرة كل خمس سنوات منذ تحول 7 نوفمبر 1987.