بين السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية ان عناية تونس بمجال الأمراض السرطانية تبرز من خلال انتهاج مقاربة شمولية تقوم على تفعيل المناهج والآليات الوقائية الى جانب ضمان التكفل العلاجي الملائم والحرص على تطويره لمواكبة المستجدات العالمية والعمل على الارتقاء بجودة الخدمات المسداة في هذا الميدان.وأضاف لدى افتتاحه يوم الجمعة بالعاصمة ندوة حول السرطان والمحيط ان هذه المقاربة الشمولية مكنت تونس من تحقيق مكاسب هامة في مجال الوقاية ومكافحة الأمراض السرطانية مؤكدا الحرص على تدعيمها من خلال تفعيل البرنامج الوطني لمكافحة السرطان وتعصير البنية الأساسية. وذكر في هذا السياق بانطلاق انجاز مركز الأمراض السرطانية بأريانة والأقسام الإقليمية للأمراض السرطانية بجندوبة وقابس وصفاقس. واستعرض الوزير المكاسب الهامة في الوقاية من مختلف أشكال التلوث سيما إحكام التصرف في المبيدات والمواد الكيمياوية من خلال وضع التشريعات والآليات المؤسساتية الملائمة مشيرا إلى أن تجربة تونس الرائدة في مجال التصرف في النفايات بوأتها لقيادة التجربة النموذجية للبرنامج الإفريقي لإزالة المبيدات التالفة. كما ابرز الاهتمام المتنامي بموضوع سلامة المحيط بمختلف مكوناته في إطار التوقي من تأثيراته السلبية على الصحة وهو ما يتجلى بالخصوص في العمل على مكافحة ظاهرة التدخين ودعم المجهود التحسيسي والإعلامي للتعريف بجدوى السلوك الغذائي السليم وإشكاليات تغير السلوكيات الغذائية بالإضافة إلى تكثيف المراقبة لمختلف القطاعات. وأكد أن الرصيد المتطور من الآليات التشريعية والمؤسساتية يندرج في إطار العناية البالغة التي توليها تونس لضمان الأمن البيئي والمحافظة على سلامة المحيط وتجذير مقومات التنمية الشاملة. كما أشار إلى الأهمية التي توليها السياسة الوطنية لحماية الصحة العامة من الأمراض الخطيرة المنتشرة بالعالم ومنها الأمراض المنجرة عن تدهور عوامل البيئة والتي تجسمت في إرساء هيكلة متطورة تدعمت سنة 2008 بانطلاق نشاط المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة. وكان الدكتور حبيب بوجناح رئيس الجمعية التونسية للصحة والبيئة تطرق إلى تأثير التقدم العلمي والاقتصادي على حياة الإنسان بما في ذلك تغير نمط العيش والسلوك الغذائي مشيرا إلى أن الدراسات العلمية والمعاينات الميدانية أبرزت أن تلوث المحيط من أهم أسباب انتشار الأمراض السرطانية. وأكد على العناية بالمحيط والمحافظة عليه للمساهمة في مقاومة أمراض السرطان والحد من انتشارها مبرزا الأهمية التي يكتسيها إرساء البرنامج الوطني الخاص بالصحة والبيئة. واشتمل برنامج الندوة على عدة مداخلات قدمها أطباء ومختصون في الصحة والبيئة والتغذية من تونس وفرنسا تمحورت بالخصوص حول العلاقة بين السرطان وكل من العوامل البيئية والتلوث الهوائي والتدخين والتغذية. وتهدف الجمعية التونسية للصحة والبيئة وهي جمعية علمية تأسست سنة 1996 إلى تحديد تأثيرات العوامل البيئية على الصحة والتحسيس بأهمية البيئة السليمة والتعاون مع الأطراف المعنية للقضاء على المخاطر المنجرة عن تلوث المحيط.