أخبار تونس – تعدّ الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية التي ستحتضن خشبات تونس العاصمة عروضها في الأيام القليلة القادمة “دورة استثنائية” نظرا لتزامنها مع الاحتفال بمائوية المسرح التونسي ونظرا لكثافة الأعمال المسرحية المبرمجة أثناء التظاهرة ونظرا لتنوع النشاطات الموازية من ندوات ودورات تدريبية وتكريمات. كما يتيح تلاقي عديد الوجوه المسرحية التونسية والعربية والعالمية طيلة هذه الأيام فرصا كبيرة من شأنها أن تساهم في نهضة الفن الرابع بالإضافة إلى ما يقدمه ذلك من حركية ونشاط خلاّق على الساحة الثقافية . وسعيا إلى استجلاء أهم ما يميز هذه الدورة ومدى استجابتها لانتظارات عشاق فنون الفرجة وجهت “أخبار تونس” على هامش انعقاد الندوة الصحفية جملة من الأسئلة إلى بعض المسرحيين والمهتمين بالشأن المسرحي في تونس فكانت هذه الآراء والانطباعات: عبد الغني بن طارة (مخرج): الأيام نافذة على إبداعات شتّى تمثل هذه الدورة بالنسبة إلى المخرج عبد الغني بن طارة فرصة نادرة لمتابعة أكبر عدد من العروض المبرمجة لأنها نافذة على إبداعات من مختلف الأقطاب العربية والإفريقية وهي مرآة تعكس ثقافات ومشاغل مجتمعات شتّى خاصة وأن العروض تم اختيارها خصيصا من طرف لجنة كفأة لها اختيارات تستجيب لتطلعات رواد قاعات العروض. وعن المشاركات المسرحية الجديدة والأصوات الشابة التي تشارك لأول مرة أكد أنه لا يؤمن بوجود أعمال “شبابية” أو “كهولية ” ويبقى الأهم هو جودة العمل، فقد يعتلي الشبان الخشبة في عمل إبداعي جميل وأداء لافت للانتباه ومقنع. أما عن مشاركته في الدورة فصرح قائلا: “مسرحية على قيد الحياة” ستكون حاضرة في إطار العروض المبرمجة في بانوراما على المسرح التونسي وهي من تأليف عبد الكريم بالرشيد وإخراجي، سيشارك في أدائها كل من: حسين محنوش وسميرة العبيدي وخالد زيدي”. نصيب االبرهومي (ممثل ومخرج): حلقة من التاريخ الخصب للمسرح التونسي يعتبر الممثل والمخرج نصيب البرهومي أن الأيام هي بمثابة عرس للمسرحيين بتونس آملا أن تكون في مستوى انتظارات الجمهور خاصة وأنها تحمل شعار “مسرح بلا حدود” أي أن تنتفي فيها كل العوائق وكل الامتيازات لفرق على حساب أخرى وأن تكون لقاء فنيا ناجحا مما يساهم في اكتشاف تجارب جديدة ومميزة. وفي ما يتعلق بالبرمجة المقدمة لاحظ نصيب البرهومي أنها متنوعة وثرية وتبحث في الجديد مما يجعلها دورة متفردة ومتميزة تقدم الإضافة المرجوة وتثري التاريخ الخصب للمسرح التونسي الذي يمثل حلقة أساسية في تاريخ المسرح العالمي. وحول مشاركته في هذه الدورة قال إن لديه عملا حديث الإنتاج يحمل عنوان “نشاز” عن نص مقتبس للمؤلف يوجين يونسكو ومن أداء نورهان بوزيان وأمينة الدشراوي وتدور أحداث المسرحية حول الإحساس الذي يتملك الإنسان عموما بعبثية الحياة أحيانا وعقلانيتها وخضوعها للقوانين أحيانا أخرى. طارق الزرقاتي (ممثل وكاتب ومخرج): إثراء رصيد الفن الرابع مهمة جماعية أشار المسرحي طارق الزقاتي إلى أن برنامج هذه الدورة يبدو طموحا وواعدا، ولتونس تجربة مسرحية هامة يحق لها الافتخار بها وقد سبق أن قدم المسرحيون التونسيون مجموعة من العروض الناجحة محليا ودوليا. ونبه إلى ضرورة العمل على إثراء رصيد الفن الرابع في تونس وأن ذلك مهمة الجميع من مؤلفين ومخرجين وفنيين وإعلاميين ومشرفين على الجوانب المتعلقة بالإدارة والتسيير. محمد بوغلاب (إعلامي): المسرح الإفريقي رؤية مختلفة أكد الإعلامي محمد بوغلاب أن أيام قرطاج المسرحية تتزامن مع الاحتفال بمائوية المسرح في تونس مما يجعل التظاهرة تفتح آفاق فضاءات واسعة ومتنوعة لمزيد الاطلاع على تجارب شابة من تونس. كما تشكل المسرحيات الإفريقية فرصة للاطلاع على مسرح مختلف وعلى نسق خاص للحركة وفنون فرجوية لم تألفها العين.