برزت في تونس مع مطلع القرن العشرين كوكبة من رجال الإصلاح والتنوير من بينهم العلامة محمد الخضر حسين (1873- 1958) الذي ستشكل آراءه ومساهمته في الحركة التحريرية لبلدان المغرب والمشرق والعالم الإسلامي محور ندوة علمية تقام لأول مرة وتحتضنها مدينة نفطة بالجنوب التونسي من 16 إلى 18 جانفي 2009 بمناسبة مرور خمسين سنة على وفاة هذا العلامة.ويشارك في هذه الندوة التي تحمل عنوان “العلامة محمد الخضر حسين وإصلاح المجتمع الإسلامي” نخبة من الأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمفكرين من تونس والجزائر ومصر وسوريا. وتتمحور المداخلات التي تقدم بالمناسبة حول شخصية الشيخ محمد الخضر حسين والإصلاح الديني والاجتماعي لدى هذا العلامة مع تسليط الضوء على مساجلاته الفكرية. كما سيتناول المحاضرون بالدرس في إطار مائدة مستديرة موضوع ” دور المثقف في توثيق العلاقات التونسية الجزائرية خاصة والعلاقات العربية الإسلامية عامة العلامة محمد الخضر حسين أنموذجا”. وتصاحب الندوة إقامة معارض حول الشيخ محمد الخضر حسين ومؤلفاته ومعاصريه مع التعريج على معالم مدينتي تونس العتيقة ونفطة إلى جانب القيام بزيارات إلى عدة معالم ومتاحف بكل من نفطة وتوزر. وقد تحصل العلامة محمد الخضر حسين على شهادة التطويع من الجامع الأعظم سنة 1898 وكان حسب ما جاء في الورقة التقديمية لهذه الندوة من مؤسسي جمعية تلامذة جامع الزيتونة سنة 1906 . وسعى في جانب آخر إلى إشاعة مبادئ الإصلاح والحرية في تونس واصدر مجلة “السعادة العظمى” عام 1904 كما أسس سنة 1944 “جبهة الدفاع عن شمال إفريقيا” خدمة للقضية التونسية خاصة وبلدان المغرب العربي عامة ثم عند انتقاله إلى الشرق بوأه علمه الغزير وشهادة أولى العلم له بالمعرفة الواسعة للإسهام في تأسيس مجمعي اللغة العربية بكل من دمشق والقاهرة وأمكن له سنة 1950 الحصول على عضوية هيئة كبار علماء الأزهر كما سمي عام 1952 شيخا لجامع الأزهر. وترك العلامة محمد الخضر حسين أثرا علميا متعددا شمل العلوم الدينية واللغوية والأدب والتراجم. وتنظم هذه الندوة الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول التراث الفكري التونسي تحت إشراف كل من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ووزارة الشؤون الدينية.