أخبار تونس - تمكنت رياضة السباحة في تونس من تحقيق نتائج هامة على المستوى العالمي والإقليمي بفضل الجهود المبذولة للنهوض بهذه الرياضة إضافة إلى التشجيعات والحوافز التي تقدمها الدولة لفائدة السباحين. ولعل أكبر دليل على ذلك حصول أسامة الملولي على عديد الميداليات فضلا عن تتويجاته المتلاحقة في بطولات العالم. وزيادة على ذلك تمكنت السباحة التونسية من تحقيق نتائج ايجابية في بطولات كبرى عن طريق سباحين آخرين صغار السنّ على غرار مروى المثلوثي التي برزت كأفضل ما يكون خلال السنوات القليلة الماضية تماما مثل شقيقها أحمد المثلوثي الذي تألق في عدة بطولات. وليس ذلك فحسب بل إن براعم رياضة السباحة التونسية حققوا انجازات كبيرة خلال البطولة المغاربية الأخيرة فقد حصدوا 112 ميدالية منها 51 ذهبية و34 فضية و27 برونزية متصدرين بذلك ترتيب البلدان المشاركة وهي الجزائر المغرب وليبيا، كما تمكّن المنتخب التونسي لكرة الماء من الصعود على منصة التتويج للمرة الأولى في تاريخه حيث أحرز المرتبة الثانية بعد الجزائر، وتركت هذه النتيجة التي أحرزتها النخبة الوطنية التي تتراوح أعمارهم ما بين 13 و18 سنة انطباعا كبيرا، ينبئ بمستقبل واعد للسباحة التونسية. كما شهدت مدينة قرقنة مؤخرا تظاهرة هي الأولي من نوعها على المستوي الدولي في مسابقة السباحة في المياه الحرة وقد اختارت لها اللجنة شعار”حوار عبر البحار” وقد عرفت هذه المسابقة مشاركة 5 سباحين من تونس و4 سباحين أجانب منهم بطل العالم البرتغالي ميغال الذي كان سبق له أن قطع” المانش”. وكان الانطلاق من ميناء سيدي يوسف سباحة في المياه الحرة وصولا إلى ميناء صفاقس حيث تم في هذه السباحة الماراطونية قطع مسافة تبلغ 20 كلم . وقد توج في هذه السباحة الماراطونية التونسي إسماعيل درقاع بعد أن سجل رقما قياسيا بتوقيت 4 ساعات 26 دقيقة ويكون بذلك قد سبق بطل العام لسنة 2008. ومن الأسماء التونسية الأخرى التي تألقت في عالم السباحة نجيب بلهادي الذي سجل اسم تونس في كتاب الأرقام القياسية لبحر «المانش» وهو بطل عالمي في السباحة، فبين سنتي 1991 و1993 قطع المسافة الفاصلة بين “فولكستون” الانقليزية و “كالاي” الفرنسية ورفع بذلك اكبر تحد عالمي منذ بدء مسابقة بحر المانش حيث قطع مسافة 74 كيلومترا في أقوى تيّار محيطي (ارتفاع المد والجزر أكثر من 7 أمتار) في 16 ساعة و35 دقيقة. وفي سنة 1995 قام بأكبر مغامرة عالمية في البحر الأبيض المتوسط تتمثل في السباحة من إيطاليا إلى تونس انطلاقا من جزيرة” بنتالاريا” الايطالية إلى “قليبية” التونسية وقد سبح في الاتجاه المعاكس للتيار وقطع مسافة 55 كيلومترا. ولا تقف انجازات السباحين التونسيين عند هذا الحد فقد تمكنت السباحة غادة الشريف 17 عاما التلميذة بالمعهد الرياضي بالمنزه والمنتمية إلى المنتخب التونسي للسباحة في المياه الحرة عبور مسافة 32 كلم انطلاقا من قربص وصولا إلى قرطاج. وتعود كل هذه الإنجازات إلى تطور المسابح التي تنتشر في كامل أنحاء الجمهورية وامتلاك تونس لمدربين أكفاء علاوة على الدعم والتشجيع التي تحظى به السباحة خاصة والرياضة عموما.