أخبار تونس - تعد الطاقة الذرية، التي تستخدم في مجال الكيمياء وتوليد الكهرباء والزراعة والصناعة والطب وحفظ الغذاء والمزروعات من الآفات والتلف، تعد مصدرا أساسيا من مصادر الطاقة الجديدة. ورغم توجه جميع الدول في العالم نحو التكنولوجيا النووية لإنتاج الكهرباء فإن العالم العربي لازال يسير بخطى وئيدة في هذا المجال .ويذكر أن قرابة 10 دول عربية فقط اتجهت إلى بناء محطات نووية لتوليد الكهرباء، كما أن أغلب الدول العربية لها برامج نووية سلمية تخدم التنمية الوطنية وتسعى لبناء وتكوين وتطوير قدراتها البشرية. وفي إطار الاتجاه إلى الاعتماد على الطاقة النووية، أقامت تونس أول محطة نووية سلمية بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية التابع للقطب التكنولوجي بسيدي ثابت من ولاية أريانة. وقد انطلقت يوم السبت بالمركز أولى عمليات استغلال المعجل الكتروني النموذجي الفريد من نوعه في تونس وشمال إفريقيا. و المعجل الكتروني أو مُعَجِّل الجُسَيمات كهربائية هو عبارة عن وحدة متكاملة من المعدات والتطبيقات الصناعية المتكاملة التي من شأنها الإسراع في حركة الجسيمات الذرية كالإلكترونات أو البروتونات وتعطيها كمية كبيرة من الطاقة. وتهدف هذه الآلية إلى تطوير أساليب جديدة وبحوث معمقة في مجال المنتوجات التي لها قيمة اقتصادية واجتماعية وخاصة منها المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ذات الاستعمال الوحيد والمواد البيولوجية والصناعية. ويستخدم العلماء المعجِّلات في أبحاثهم عن النواة والذرة، حيث تمُكن الفيزيائيين من تغيير ذرة عنصر ما إلى ذرة لعنصر آخر. وينتج هذا التغيير الذي يُسمى التحول النووي من التفاعلات التي تحدث عندما تصطدم الجسيمات المعجَّلة مع نواة أية ذرة. وتساعد المعجلات ذات الطاقة العالية الفيزيائيين على اكتشاف جسيمات جديدة، ودراسة علاقة هذه الجسيمات بالقوة التي تربط مكونات النواة ببعضها. وتتولد هذه الجسيمات الجديدة عند تحطيم النواة بالإلكترونات أو البروتونات التي عُجلِّت لسرعات كبيرة. ولهذا السبب تسمى المعجلات أحيانًا بمحطمات الذرة. وللمعجلات استخدامات أخرى مهمة. ففي الصناعة تستخدم معجلات الإلكترونات كآلات أشعة سينية فائقة القدرة تكشف الصدوع الخفية للفلزات المصبوبة (الجزء المشكل)، وفي إنتاج أشباه الموصلات. وفي الطب، تستخدم المعجلات كآلات أشعة سينية لتشخيص وعلاج مرض السرطان . ومن شأن هذا المعجل الذي تبلغ قيمته 7 ملايين و500 ألف دينار أن يدعم التعاون الإقليمي والدولي في مجال نقل التكنولوجيا وتمكين المؤسسة الاقتصادية المصدرة للمنتوجات الطبيعية والصناعية من التحكم في مواصفات الجودة والسلامة العالمية. وقد التأم حفل توقيع مجموعة من عقود الخدمات لمؤسسات اقتصادية للاستفادة من مزايا المعجل الالكتروني بحضور السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا بالمناسبة الذي أعرب عن الأمل في أن يسهم هذا الإنجاز النموذجي في تطوير مردودية الاقتصاد الوطني وتثمين قدراته التصديرية. وتعرف الوزير أيضا على نشاط مختلف مخابر المعهد الوطني للبحث والتحليل الفيزيائي والكيميائي التابع للقطب التكنولوجي بسيدي ثابت وما يتوفر بها من كفاءات بشرية وتجهيزات عصرية للقيام ببحوث وتحاليل للمواد الطبية والصناعية والعضوية وغيرها مثمنا جهود كافة العاملين في تطوير المنظومة البحثية في المجالات التنموية الواعدة وتدعيم القدرات التنافسية للمؤسسات العمومية والخاصة من خلال توفير خدمات عالية الدقة والجودة وذات صيت عالمي.