أخبار تونس – تعمل الدول المغاربية على توحيد الجهود في الميدان الفلاحي بهدف إرساء تكامل مغاربي يضمن تحقيق الإكتفاء الذاتي في عالم يشهد تكتلات اقتصادية ويتميز بارتفاع أسعار المواد الأساسية. وعملا على إرساء قاعدة عمل مغاربي في المجال الفلاحي ، اجتمع أمس الاربعاء ، بقصر الحكومة بالقصبة ، السيد محمد الغنوشي الوزير الأول مع أعضاء الاتحاد المغاربي الفلاحي للنظر في مختلف النتائج التي توصلت إليها البلدان المغاربية في هذا القطاع للتباحث حول برنامج عمل الاتحاد للسنة القادمة. وحضر المقابلة السيدين الحبيب بن يحي الأمين العام للاتحاد المغرب العربي ومبروك البحري رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحرى. وتحدث الأعضاء المجتمعون حول أهم محاور عمل هذه المنظمة الفتية خلال الفترة المقبلة وسبل الاستفادة من التجارب الفلاحية لمختلف بلدان الاتحاد المغاربي . ووقع التركيز على أهمية دفع البحث العلمي الفلاحي وتبادل مختلف النتائج التي توصلت إليها البلدان المغاربية في هذا الميدان الحيوي إلى جانب النهوض بالتعاون في مجالات حيوية مثل المياه والمواد الغذائية والحبوب والتي تتطلب دفع العمل الجماعي في اتجاه بلوغ الاكتفاء الذاتي لا سيما وان كل دول المنطقة تواجه نفس إشكالية توريد هذه المادة الإستراتيجية. كما تناول أعضاء الاتحاد موضوع التعاون بين الفلاحين المغاربة وخاصة ترويج المنتجات الفلاحية والبذور والمعدات الفلاحية والأسمدة ومقاومة الكوارث والآفات الطبيعية مثل آفة الجراد وتيسير المبادلات الفلاحية، إضافة إلى دفع التعاون في مجالات التكوين الفلاحي و تعزيز تبادل الوفود الفلاحية وتنظيم الملتقيات المختصة في مختلف بلدان المنطقة. وحول نفس الموضوع وخلال الدورة العادية للمجلس المركزي للاتحاد المغاربي للفلاحين و الذي التئم بقصر المعارض بالكرم ظهر نفس اليوم ، أكد السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الحركية الجديدة التي شهدتها مسيرة الاتحاد المغاربي منذ شهر جويلية 2007 بما ساهم في تسجيل نقلة متميزة عكستها البرامج والملتقيات التي تم تنفيذها. و عبر عن أمله في أن يتواصل التشاور والتنسيق بين مختلف الاتحادات الفلاحية المغاربية وإضفاء مزيد من النجاعة على العمل المشترك في الميدان الفلاحي عبر وضع خطط عملية للتعاون والشراكة ترتقي إلى مستوى التحديات المطروحة على البلدان المغاربية وتواكب المتغيرات والتحولات العالمية. وبين ما تتطلبه المرحلة الراهنة من توحيد الجهود وتوجيه الاهتمام نحو المشاريع المرتبطة بالأمن الغذائي وخاصة منها التحكم في الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية وتبادل الخبرات في ميدان البحث العلمي. ومن جهته ، أوضح السيد محمد عليوى الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين خصوصية أوضاع الفلاحين في بلدان الاتحاد مما يستوجب تضافر جهود الهياكل المهنية الفلاحية المغاربية في سبيل النهوض بهذا النشاط الذي لا يزال في حاجة إلى دعم الحكومات. و خلال مداخلة للسيد احمد بوحلالة الأمين العام للنقابة العامة للفلاحين والمربين بليبيا اعتبر أن الأمن الغذائي يظل في مقدمة التحديات التي تواجهها البلدان المغاربية باعتباره مقوما حيويا من مقومات الاستقلال والسيادة وشرطا أساسيا لتحقيق مناعة الشعوب ورفاهها. ودعا السيد معطي بن قدور رئيس الاتحاد المغربي للفلاحين إلى تكاتف الجهود لمواجهة الآفات الطبيعية التي تعيق القطاع الفلاحي في المنطقة المغاربية. وأكد السيد منصور طبيقة الأمين العام لاتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب ضرورة أن تضطلع الاتحادات المهنية بالبلدان العربية بدورها المحوري في الإحاطة بالفلاحين مع الأخذ في عين الاعتبار التحديات المطروحة عند إقرار السياسات التنموية الفلاحية. واعتبر السيد الحبيب بن يحي الأمين العام لاتحاد المغرب العربي أن الدول المغاربية مدعوة إلى تدعيم التعاون الأفقي فيما بينها ووضع برامج على مستوى الهياكل المغاربية وتنفيذها المشترك. داعيا إلى دفع البحوث الخاصة بالنشاط الفلاحي على مستوى بلدان المنطقة ودفع الإنتاجية ضمانا للأمن الغذائي الذي يعد أساس الأمن الشامل. يذكر أنه وقع الاختيار على تونس مقرا دائما للاتحاد المغاربي للفلاحيين خلال توقيع اتفاقية عمل بين المنظمات الفلاحية المغاربية وذلك على هامش الملتقى المغاربي للمنظمات الفلاحية و الذي احتضنته تونس من 4 إلى 6 جويلية 2007 . وهي تهدف إلى تفعيل دور الاتحاد المغاربي للفلاحين كآلية للتنسيق بين المنظمات الفلاحية المغاربية لدفع العمل المغاربي المشترك في القطاع الفلاحي وتمكين هذا القطاع الحيوي من الاضطلاع بدوره في تحقيق الاندماج المغاربي .