سيحاول المنتخب التونسي لكرة اليد الذهاب بعيدا خلال بطولة العالم التي ستحتضنها كرواتيا من 16 جانفي الجارى الى 1 فيفرى القادم من اجل تحقيق مشاركة مشرفة بين عمالقة اللعبة. وستستهل نسور قرطاج بعد غد مغامرتها /الثامنة على التوالي والعاشرة في تاريخها/ في سعي متجدد لتحقيق ترتيب افضل من المونديال الاخير /المركز 11/ واعادة الانجاز المحقق سنتي 2005 و2006 حيث تمكن المنتخب الوطني من انهاء مونديال تونس 2005 في المرتبة الرابعة ومن ادارك الدور النهائي لكاس العالم 2006 بالسويد. وارتقى المنتخب الوطني بفضل هذه الانجازات الى مصاف نخبة كرة اليد العالمية بما جعل مشاركته اكثر من مطلوبة في افضل الدورات الدولية. ولئن تحدو العناصر الوطنية رغبة كبيرة في تاكيد السمعة الطيبة التي تحظى بها كرة اليد التونسية على الصعيد الدولي بادراك دور متقدم في مونديال كرواتيا فان التكهنات تبقى صعبة في مثل هذه المسابقات الهامة التي تسجل مشاركة افضل المنتخبات العالمية. ولرفع هذا التحدى سيخوض المنتخب الوطني وصيف بطل افريقيا الدور التمهيدى ضمن المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات من الحجم الثقيل على غرار المانيا حاملة اللقب والفائزة ببطولة العالم في ثلاث مناسبات وبولونيا وصيفة بطل العالم وروسيا المتوجة بثلاثة القاب اضافة الى منتخبي مقدونيا والجزائر اللذين يدخلان المونديال بطموحات عريضة ايضا. وستخوض نسور قرطاج منافسات الدور التمهيدى في مدينة فارازدين الواقعة اقصى شمال غرب كرواتيا. ويذكر ان المسابقة تجمع 24 منتخبا تم توزيعها على اربع مجموعات تتكون كل واحدة منها من ست منتخبات وتترشح في اعقاب الدور التمهيدى المنتخبات الثلاث الاولى في كل مجموعة الى الدور الرئيسي في حين تتنافس المنتخبات الثلاث المتبقية على كاس رئيس الاتحاد الدولي. وما فتى المنتخب الوطني الذى يعد من ابرز المنتخبات الافريقية يتالق ويوكد السمعة الطيبة التي كسبها على الصعيد الدولي والتي تجسمت بالخصوص في احراز المركز الرابع في مونديال 2005 قبل التالق في كاس العالم 2006 بالسويد حيث كانت على قاب قوسين او ادنى من تحقيق انجاز تاريخي عندما انهزمت في الدور النهائي امام كرواتيا بضربات الجزاء الترجيحية. ويبقى المنتخب التونسي الاكثر تتويجا على الصعيد القارى برصيد 7 القاب متقدمة على الجزائر /6 / ومصر /4/0 وفضلا عن 7 بطولات افريقية فازت بها سنوات 1974 و1976 و1979 و 1994 و 1998 و2002 و2006 تمكنت العناصر الوطنية من ادراك الدور النهائي للمسابقة القارية في اربع مناسبات /1992 و1996 و2004 و2008/ واحرزت المركز الثالث في سبع مناسبات /1981 و 1983 و1985 و1987 و1989 و1991 و2000/ الى جانب حصولها على ميدالية فضية وميداليتين برونزيتين في الالعاب المتوسطية. واذا كانت تونس قد سجلت حضورها في الدورات السبع الاخيرة للمونديال فقد سبق لها ان تخلفت عن هذه المسابقة لفترة طويلة امتدت من سنة 1972 تاريخ ثاني مشاركة لها بعد مونديال 1967 الى غاية 1995 وهي السنة التي عادت فيها الى المشاركة دون انقطاع. وقد مثل مونديال ايسلندا 1995 نقطة الانطلاق لسلسلة من 7 مشاركات متتالية. ورغم ان المشاركة في دورتي ايسلندا 1995 واليابان 1997 كانت دون المامول فقد عرفت الدورات الموالية تحسنا تدريجيا حيث احرزت تونس في دورة مصر 99 المركز ال12 وفي دورة فرنسا 2001 المركز العاشر قبل ان تتراجع في دورة البرتغال 2003 وتتحصل على المركز ال14 وانتظرت تونس مونديال 2005 الذى استضافته على ارضها لتتالق وتوكد مكانتها بين اعرق المنتخبات العالمية بفضل تالق لاعبيها وبالخصوص هيكل مقنم ووسام حمام وعصام تاج ووسام بوسنينة... واصبحت تونس التي اعتبرت انذاك مفاجاة الدورة ببلوغها الدور نصف النهائي واحتلالها المركز الرابع ومصر المنتخبين الافريقيين الوحيدين اللذين يحتلان مركزين متقدمين في الترتيب النهائي لمسابقات بطولة العالم. لكن المنتخب التونسي الذى توفق في الوقوف بكل ندية امام اعرق المنتخبات في دورة 2005 لم يعرف نفس النجاح في الدورة الموالية /المانيا 2007/ واكتفى بالمرتبة الحادية عشرة. وستدخل العناصر الوطنية التي اصبحت لها خبرة بمثل هذه المسابقات غمار منافسات مونديال كرواتيا بثقة يشوبها الحذر باعتبار الامكانيات العالية لمنافسيها على غرار المانيا وروسيا وبولونيا. وسيعول // نسور قرطاج // في هذا الموعد على مجموعة من اللاعبين الذين يحترفون في عدد من البطولات الاوروبية والذين اصبحوا ركائز اساسية في انديتهم يحدوهم عزم كبير على تحقيق نتائج طيبة تعكس المستوى المشرف الذى بلغته كرة اليد التونسية خلال السنوات الاخيرة. ويضم المنتخب التونسي الذى يتميز اداوه باللعب الجماعي والانسجام بين مختلف صفوفه عناصر متالقة على غرار صانع الالعاب وقائد الفريق هيكل مقنم ووسام حمام الظهير الايسر وعصام تاج لاعب الدائرة الذين يحترفون في فريق مونبيليي صاحب المركز الاول حاليا في البطولة الفرنسية الى جانب حارس مرمى فريق نانت الفرنسي مروان مقايز ولاعب برشلونة الاسباني العائد وليد بن عمر فضلا عن اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الوطنية. ومازال الشك يحوم حول مشاركة وسام حمام بسبب الاصابة بما يجعل مشاركة عدد من العناصر الجديدة الوافدة في صفوف المنتخب الوطني واردة. ولئن كان المنتخب التونسي يضم مجموعة هامة من اللاعبين القادرين على المنافسة فانه يتعين على الاطار الفني بقيادة المدرب الصربي زوران زيفكوفيتش احكام التصرف في هذا الرصيد البشرى. وتبدو كل عوامل النجاح متوفرة من اجل تحقيق مشاركة مشرفة في مونديال كرواتيا 2009 ويتعين على نسور قرطاج ان يواصلوا على نفس النهج لتاكيد القفزة النوعية التي تعرفها كرة اليد التونسية منذ عدة سنوات.