أخبار تونس مثلت ندوة “الحوكمة المصرفية في دول المغرب العربي: الآفاق ما بعد الأزمة المالية العالمية” المنعقدة صباح اليوم الجمعة 4ديسمبر بقصر المعارض بالكرم على هامش الصالون الدولي الثالث للخدمات البنكية والمالية والنقديات موعدا هاما جمع عددا كبيرا من رؤساء المؤسسات المالية والخبراء ورجال الأعمال وأصحاب المشاريع... و تعود أهمية هذا اللقاء لجسارة الموضوع الذي يتناول بالتحليل خاصة سعي عدة بلدان للنهوض باقتصادياتها وتحقيق جودة أرفع في الخدمات البنكية وتنمية الأنشطة المصرفية وتنويعها و تحسين الخدمات البنكية عن بعد مما من شأنه أن يعود بالفائدة على الاقتصاد ودفع نسق النمو. وقد ارتأى البنك المركزي التونسي والجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية ضرورة تنظيم لقاء يبحث في أبرز التحديات التي تواجه القطاع المصرفي المغاربي على ضوء تداعيات الأزمة المالية العالمية ومختلف التحديات التي تفرضها على بلدان هذا القطب وكيفية التوقي من إمكانية تفاقم مخاطرها. وقد سلطت الندوة الضوء في الجلسة التي ترأسها السيد صلاح الدين العجيمي مدير عام بنك تونس العربي الدولي، على الحوكمة والأداء المصرفي و الاستقرار المالي، إذ تناولت مفهوم الحوكمة المصرفية وإطارها المرجعي مستعرضة بذلك مختلف الممارسات و النتائج في ورقة قدمها المستشار الأول بمؤسسة” Deloitte” وقد نظرت أيضا في علاقة الحوكمة المصرفية بالأزمة المالية وذلك في مداخلة قدمها السيد ظافر سعيدان خبير وأستاذ بجامعة” شارل ديقول ليل3′′، أما ورقة الدكتور فاروق الخاروف فاهتمت في الندوة بالحوكمة والخدمات المصرفية “Global Strategy and Governance: Genève”. ولم تغب الإصلاحات التي تسعى إلى النهوض بالقطاع المصرفي عن أجندا الندوة، فقد نظرت الباحثة الدكتورة استال براك المكلفة بالشؤون الأوروبية والدولية وممثلة جمعية المصارف الفرنسية، في المحور الرابع لجلسات الندوة في ” أبعاد الإصلاحات المالية المقررة من قبل مجموعة20′′، كما تم التساؤل عن نجاعة التنظيم المصرفي ما بعد الأزمة في رفع التحديات وقد قدمت هذه المداخلة الدكتورة ريم عيادي مديرة أبحاث بمركز دراسات السياسات الأوروبية ببروكسيل. وقد اهتمت الجلسة الثانية بالحوكمة المصرفية في البنوك المغاربية: أي مؤشرات مرجعية؟ وترأس هذه الجلسة السيد منصف الدخلي رئيس مدير عام البنك القومي الفلاحي و نظرت في الحوكمة المصرفية و الإطار الترتيبي في البلدان المغاربية في ورقة قدمها السيد محمد الرقيق مدير رقابة بنوك الإيداع من خلال تجربة البنك المركزي التونسي والبنك المركزي الليبي. هذا فضلا عن استحضار التجربة المصرفية الجزائرية من خلال مداخلة للسيد أحمد الكرم نائب رئيس مدير عام بنك الأمان الجزائري وذلك من خلال مداخلة نظرت في ممارسات الحوكمة في البلدان المغاربية ومختلف التحديات التي تواجهها. هذا وتهتم الجلسة المسائية والتي تترأسها السيدة فائزة كافي الرئيسة الأولى لدائرة المحاسبات في مداخلتين أساسيتين تهتم الأولى بالحوكمة المصرفية في البلدان المغاربية ... لتختتم أعمال هذه الندوة بتناول الحوكمة المصرفية وخصائصها في البلدان الصاعدة في ورقتين الأولى للأستاذ الباحث معز جودي مدير مؤسسة حوكمة بفرنسا و الثانية من اقتراح السيد عبد الستار مبخوط شريك مؤسسة «Water House». وتعتبر مثل هذه اللقاءات الدولية هامة لاسيما أنها تؤسس للحوار البناء في مجال الحوكمة المصرفية والنقديات في المغرب العربي على ضوء المستجدات العالمية في مجال الشؤون المالية وهي تستند إلى مرجعية هامة كرستها السياسة الوطنية للحوار والتواصل والذي طالما نادى به الرئيس زين العابدين بن علي الذي أكد في أكثر من مناسبة أن التنمية لا تتحقق إلا بتوفر أرضية ملائمة تقوم على الحوار والاعتدال والانفتاح على الآخر والتضامن الذي يجب أن يشمل كل المجلات لاسيما منها المصرفية و المالية و ذلك قطعا مع كل أشكال الإقصاء. و يلاحظ الزائر للصالون أهمية هذه التظاهرة المالية والاقتصادية الكبرى في ربط الصلة وخلق شراكة بين البنوك ومزيد دفع المنافسة في مجال جودة الخدمات كما أنها مجال للتعريف بخطة الموفق المصرفي التي وجدت صدى طيبا لدى حرفاء البنوك و التي تجنبهم الاتجاه إلى المحاكم لفض النزاعات معها، هذا فضلا عن وجود أجنحة تعرف بمختلف المؤسسات المالية في تونس وخلايا إرشاد لطالبي قروض من خلال مساهمة البنك التونسي للتضامن والذي يعرف بالخدمات التي يمكن أن تقدم إلى أصحاب الشهائد العليا والذين يرغبون في الاستثمار في القطاع الخاص. كما يشارك في هذا الصالون متحف العملة بتونس المولود الفتي الذي اتجهت إليه الأنظار باعتباره يعرف بتاريخ إصدار مختلف العملات التونسية في مختلف العهود وهي تجربة رائدة في مجال التوثيق للنوميات والنقديات التونسية، حيث تصبح معه العملة كتابا تاريخيا مفتوحا. وتجدر الإشارة أن الصالون يمثل محطة هامة لدعم الخدمات البنكية و استقطاب الزائرين من مختلف الشرائح العمرية والذين توافدوا على مختلف الأجنحة، هذا فضلا عن وجود إذاعة داخيلة يؤمن فقراتها طيلة الصالون، الإعلامي و منشط الإذاعة الوطنية حاتم الغرياني الذي يقوم بتغطية حية لمختلف الأنشطة والمسابقات...