أخبار تونس- جربة...جزيرة حالمة بالجنوب التّونسي، حيث مياه البحر تُعانق شواطئها الرّمليّة، يتوافد عليها آلاف السيّاح من أنحاء العالم ليقضوا فيها أوقاتا سعيدة بعيدا عن صخب المدن و متاعبها. و صفها الأديب الفرنسي اندريه جِيد بأنّها “جزيرة تُغرّد العصافير في جنباتها و يُنسيك هواؤها المنعش الموت. ويمكن للمرء الوصول إليها عبر المرور من الجرف إلى مدينة أجيم على ظهر البطّاح (العبّارة) أو عن طريق يمتد على 7 كم شُيد منذ العهد الروماني و الذي يربط الجزيرة بمدينة جرجيس. وقد شهد الطريق عديد التحسينات على غرار انجاز فتحتين جديدتين تحت الطريق الرومانية لتسهيل سيلان المياه نحو بحيرة بوغرارة وتحسين التوازن البيئي بها وعلى مستوى البنية التحتية. إذ تتواصل أشغال تنوير الطريق الجهوية رقم 117 على مستوى الطريق الرومانية الرابطة بين جزيرة جربة ومعتمدية جرجيس وذلك بتركيز 180 فانوسا و3 محولات كهربائية من أجل حماية مستعملي الطريق وضمان السلامة المرورية. وعن بناء هذا المعلم التاريخي، يقول سعيد بن يوسف الباروني مؤلف كتاب جزيرة جربة في موكب التاريخ “في القرن الثالث ميلادي شيد الرومان عند برج القنطرة طريقا مبنيا بالحجارة المنحوتة يشق بحيرة سدويكش ويبلغ طوله سبعة كيلومتر فكان المسافر يستطيع أن يسلكه راجلا، ويتوسط القنطرة حصن بني لحراسة الجزيرة به جسر متحرك يرفع بالسلاسل عند الحاجة فيقطع الطريق وينزلونه حين يريدون المرور عليه”. ولكن هذا الجسر البحري تعرض للهدم خوفا من الغزوات الخارجية. وفي نفس الكتاب يقول المؤلف “أمر أبو فارس الحفصي ببناء الجسر البحري الذي يربط جربة بأرض جرجيس سنة 835 هجري (1431 م). ولما استقلت الجزيرة، قرر الجربيون هدم هذا الجسر البحري الذي تسبب لهم في أتعاب من جراء هجومات الغزاة والطامعين في جمع الأموال من هذه الجزيرة المسالمة حماية لهم من الهجومات التي كانوا يخشونها دائما من سكان الجنوب التونسي ومن الإفرنج ...سنة 1952م في آخر الدولة الحسينية...”.